تراودني أفكار وسواسية ولا أتلذذ بالعبادات!

0 172

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عمري 35 سنة، منذ صغري مواظب على الصلاة، ولا أفعل الكبائر -ولله الحمد-، ولكن في بعض الأحيان لا أحس بطعم الصلاة، ولا أستمتع بقراءة القرآن الكريم، مع العلم أنني أحب سماع القران الكريم والدروس الدينية لبعض المشايخ.

السؤال الأول: ما سبب عدم التلذذ بالعبادات مثل الصلاة والقران وغيرها؟

السؤال الثاني: منذ فترة قليلة يوسوس لي الشيطان في الذات الإلهية، ويضيق صدري بسبب ذلك، ويجرني إلى أفكار سيئة عن الإسلام، ويقول لي: لا تؤمن بالله.. وأشياء أخرى لا أستطيع ذكرها، فما هي الأشياء التي تنصحونني بها لكي يملأ الله قلبي حبا به؟

أفيدوني.. مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عدم الشعور بلذة العبادة يرجع إلى عدم حضور القلب فيها، أو عدم الخشوع فيها، أو لوجود معاص وذنوب لدى العبد تمنعه من لذة العبادة؛ لذا ننصحك بصدق التوبة مع الله، والإقبال على العبادة بخشوع وتدبر، وعدم الانشغال بأي شيء أثناء أدائها، وكثرة الاستغفار والتسبيح وذكر الله تعالى؛ حتى يجلو ما في النفس من آثار تحول بينك وبين التلذذ بالطاعة.

كذلك حاول أن تتفقه في الدين وتتقن صفة الصلاة كما علمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لاصحابه؛ لأن بعض الناس يؤدون الصلاة بطريقة غير صحيحة بناء على العرف والعادة التي يرون آباءهم وأمهاتهم يصلون بها، وربما كان فيها نقص في الأركان والواجبات والسنن، مما بجعل أثرها على النفس ضعيفا.

وكذلك حاول أن تتدبر ما تقرأ من القرآن، وتتعلم معاني الكلمات حتى إذا قرأت فهمت مراد الله من الآية، وأخلص في ذلك كله لله تعالى؛ وستجد -إن شاء الله- أثر ذلك على قلبك.

أما سؤالك الثاني؛ فالواجب عليك عدم الاستمرار مع الوسواس الذي يأتيك، بل اقطع التفكير فيه، واقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، وكرر كلمة التوحيد، وانشغل بذكر الله والتسبيح والتهليل حتى يذهب ما بك من وسواس، ولا تلتفت إلى ما يليقيه الشيطان في نفسك من أفكار وخواطر سيئة، واطمئن؛ فإن الله لا يؤاخذ العبد على خواطره ووساوس نفسه.

وننصحك بكثرة الدعاء والاستغفار والتسبيح والذكر، والاجتهاد في الطاعات، والبعد عن المعاصي والمنكرات، وحسن الظن بالله تعالى؛ فهذه أعمال لها آثار على هدوء النفس واستقرارها، وذهاب الوساوس والخواطر السيئة عنها.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشقيك ويعافيك، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات