السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع.
أنا شاب عمري 25 سنة، طالب ماجستير في السنة الثانية، مشكلتي هي أنني لا أعرف كيف أضبط أعصابي وأسلوبي أثناء الكلام، حيث أتسرع في الكلام وأرفع صوتي عند الكلام حتى مع أمي وأبي، وهما صاحبا الفضل الأكبر لوصولي للماجستير من خلال التشجيع والحث والدعاء لي.
إن سبب المشكلة هو عدم حصولي على عمل كي أعتمد على نفسي، وخصوصا أني أعيش في بلد يوجد فيه الكثير من الخريجيين وحملة الشهادات، والذين لم يحصلوا على عمل، حيث أفكر في الزواج وبناء أسرة وتحصين نفسي، وأنا ملتزم مواظب على الصلوات وكثرة الدعاء.
لكن الذي يحز بقلبي أنني قد أكون لطيفا خارج المنزل، ولكن داخل المنزل أتصرف بطيش، وتراودني أفكار بأني صاحب عقل كبير، أعتقد أن سبب المشكلة المغريات الكثيرة، ما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تشكو منه صفات وأعراض سيئة يمكن معالجتها والتخلص منها عن طريق معرفة أسبابها وإزالة تلك الأسباب، والتدرب على ضدها، قال صلى الله عليه وسلم ( العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم)، وكما نجحت في الأولى وتعلمت وبلغت درجة الماجستير، فإنك قادر على إنجاز الثانية -إن شاء الله- إذا حاولت وعزمت وصدقت في الإرادة لكي تحسن أخلاقك!!
ولا تبرر تصرفاتك غير الجيدة بالوضع المعيشي والوظيفي لك، بل افصل بينهما تماما، فكثير من أمثالك أخلاقهم حسنة وهم بدون عمل.
عليك بضبط أخلاقك وتصرفاتك والتدرب على ذلك من خلال :
1. مصاحبة الأشخاص الهادئين والجلوس معهم.
2. القراءة والإطلاع على الكتب التي تنمي الأخلاق الحسنة وتعالج الأخلاق السيئة.
3. المشاركة في دورات في تنمية الذات وضبط أخلاقها.
4. تذكر الأحاديث الواردة في فضل حسن الخلق وثمراتها في الدنيا والآخرة.
5. كما تدربت على ضبط نفسك خارج المنزل فمن باب أولى ضبطها داخله؛ لأن أهلك أحق بحسن الخلق.
6. تذكر خطورة هذه الأخلاق مع الوالدين، فإنها من العقوق وهو من أكبر الكبائر وإثمه عظيم؛ وليس من البر أن تكافئ والديك بهذا التعامل وهما سبب وجودك وسر نجاحك.
7. حاول أن تبتعد عن كل سبب يؤدي إلى سوء خلقك من رفقة سيئة، أو تناول المنبهات، أو سماع ما يفسد قلبك من الحرام ونحوها.
8. استعن بالله وأكثر من الدعاء والالتجاء لله أن يحسن خلقك ويصلح حالك.
وأخيرا: ثق أن الأرزاق بيد الله تعالى، فتوكل عليه وخذ بالأسباب المباحة للحصول عليها، فإن سوء الخلق لا يقرب رزقا.
وفقك الله لما يحب ويرضى.