السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجزاكم كل الخير على ما تقدمونه للمسلمين من خلال هذا الصرح المبارك.
أبلغ من العمر 25 عاما، لدي أصدقاء كثر، وأصلي بالمسجد، ومن الناحية الاجتماعية جيد جدا، مشكلتي تكمن بالتحدث أمام جمع أو أشخاص لا أعرفهم، بحيث أشعر أنني لا أعرف عن ماذا أتكلم.
علما بأني في بعض الأحيان لا أشعر بذلك، وأكون طليق اللسان ولا توجد مشكلة، ولكن لا يدوم ذلك، وأتوتر وأتعرق وأشعر بخفقان في القلب، مع أنني طليق اللسان ومثقف. في الحقيقة أنا أستغرب من حالتي!
بحثت عبر الإنترنت، وقيمت حالتي، فوجدت أنني ربما أعاني من رهاب اجتماعي متوسط، وأن أفضل دواء هو (زوركسات) وبالفعل قمت بشراء الدواء، ولكن في الحقيقة لا أعرف كيف أستخدمه! فأنا لا أريد الاستمرار عليه، وأريد معرفة الكمية المناسبة التي يجب علي أن أستخدمها مع المدة بحيث لا أدخل في حالة انسحابية ولا إدمانية.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.
أخي: وصفك جيد جدا لحالتك وهو دقيق، ومن خلال ما سردته لا أرى أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي بمعاييره التشخيصية الكاملة. أنت لدي شيء من الرهبة والخوف الظرفي، والذي يحدث – كما تفضلت– أحيانا عند التعرض أو التعريض من خلال الحديث أمام الآخرين.
أخي الكريم: هذه الحالات حالات بسيطة جدا، وعلاجها يكون علاجا فكريا أكثر مما هو دوائي، نعم الدواء يفيد، وأنا سوف أحدثك عنه، لكن أريد أولا أن تثق في مقدراتك. هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية –أخي الكريم-: لا تراقب نفسك أثناء أداء الكلام أمام الآخرين، هذه مهمة.
ثالثا: عليك أن تعرف أن الإنسان لا بد أن يقلق عند المواجهات، وهذا القلق نسميه بالقلق الإيجابي، أي قلق الأداء الذي يشجعنا ويجعلنا أكثر انتباها ويقظة واستحضارا لما نريد أن نقوله، فالقلق ليس كله سيئا، بل على العكس هنالك جزء منه مطلوب، وهو قلق الأداء –كما ذكرت لك– لكني أتفق معك أنه إذا زاد وخرج عن النطاق هنا تكون تبعاته سلبية.
النقطة الرابعة هي: أن تكثر من المواجهات والتواصل الاجتماعي، وأنت -الحمد لله- بطبعك إيجابي واجتماعي، وتعيش في مجتمع إيجابي واجتماعي.
خامسا: هنالك أنوع من التعرض تعتبر أساسية تعالج أي نوع من الرهبة الاجتماعية، وأهمها الصلاة في الصف الأول مع الجماعة. ثانيا: ممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلا. ثالثا: تجنب استعمال اللغة الحركية حين تتكلم، أي استعمال اليدين وما شابه ذلك.
سادسا: حين تقابل أي شخص أو تتحدث أمام مجموعة من الناس أو فرادى، مبدؤك يجب أن يكون هو تبادل الاحترام معهم وليس الخوف، وثبت دائما في وجدانك أن من تخاطبه هو بشر مثلك، مهما كان شأنه عاليا، هو ينام ويستيقظ ويأكل ويشرب ويتغوط ويتبول، إنسان مثلك، لا فرق بينك وبينه، فلا تستشعر أبدا أنه ذو مكانة أو رفعة أكثر منك، إنما (أنزلوا الناس منازلهم)، وهو أن تحترمه.
أخي الكريم: من المهم أيضا أن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، أنا نصحتك بالرياضة الجماعية، والآن أود أن أنصحك بالتمارين الاسترخائية؛ فالدراسات التي بين أيدينا والثوابت العلمية الصحيحة والرصينة تثبت أن ممارسة تمارين الاسترخاء مفيدة، وإسلام لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع إلى هذه الاستشارة وتأخذ بالتوجيهات التي أوردناها فيها، وستجد نفعا كبيرا.
النقطة الأخيرة أخي: بالنسبة للدواء أقول لك: نعم الزيروكسات دواء جيد، والجرعة هي حتى ستين مليجراما في اليوم، لكنك لا تحتاج لهذه الجرعة، أنت تحتاج لجرعة صغيرة، ابدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها عشرة مليجرامات –أي نصف حبة– يوما بعد يوم لمدة أسبوعين كاملين، ثم توقف عن الزيروكسات.
الزيروكسات دواء رائع ومفيد، لكن يجب أن تستعمله بالكيفية التي ذكرتها لك، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يؤخر القذف المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.
أخي: هنالك دواء آخر أود منك أن تتناوله يعرف باسم (إندرال) ويعرف تجاريا باسم (بروبرالانول)، تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.