السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي التي أعاني منها منذ سنة ونصف أني حساس جدا، وأي كلمة أو نقد تصل بي إلى البكاء والحقد الشديد على الشخص، والخصومة والقطيعة، مثلا لو شخص انتقد ملابسي أحقد عليه وأفتعل معه المشاكل إلى أن أتخاصم معه، ثم إذا رأيته صدفة أشعر بضيق شديد.
أحيانا أتوقف عن النوم والأكل ليومين لمجرد كلمات وجهت إلي، علما أني لم أكن كذلك في السابق، أعتقد أن حالتي مرضية وتكاد تصبح مزمنة، وهذه الحالة خسرتني أصدقائي، أريد تشخيصا لحالتي، وبعض الأدوية التي تعالج هذه الحالة.
أرجوك يا دكتور محمد عبدالعليم، فأنا والله بأمس الحاجه لمساعدتك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك – أخي الكريم – على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية.
بتدارسي حالتك هذه لا أستطيع أن أقول أنك تعاني من مرض نفسي حقيقي، ليست لديك مؤشرات للاكتئاب النفسي بصورة واضحة، والحمد لله ليس هنالك أي نوع من الأمراض الذهانية، الأمر كله يتعلق – كما ذكرت – بأن شخصيتك حساسة، وأعتقد أنه لديك مشكلة أساسية فيما يسمى بـ (الذكاء الوجداني) أو (الذكاء العاطفي)، والذكاء الوجداني أو العاطفي من العلوم السلوكية والنفسية المستحدثة والمهمة جدا، وهو باختصار شديد يعلمنا كيف نتعامل مع أنفسنا ومع الآخرين بصورة إيجابية، كيف نفهم ذواتنا ونفهم من حولنا ونتعامل معهم إيجابيا.
فيا أيها الفاضل الكريم: أنا أرى أن علاجك الأساسي هو أن تتواصل مع مختص نفسي ليطلعك على كل تفاصيل الذكاء الوجداني أو العاطفي، وتقوم بتطبيق ما هو مطلوب، أو إذا كان ذلك صعبا عليك أو هناك خوف من التكلفة فيمكنك أن تشتري بعض الكتب المتعلقة بالذكاء العاطفي، أولها الكتاب الأساسي الذي ألفه (دانيال جولمان) عام 1995م، حين نشأ هذا العلم، ويعتبر دانيال هو الأب الروحي لهذا العلم، وتوجد أدوية أخرى كثيرة جدا يمكنك أيضا أن تستعين بها.
فإذا أنت محتاج لأن تتفهم ذاتك، لأن تقبل ذاتك، وأن تتعامل معها بصورة إيجابية، وكذلك مع الآخرين، وذلك من خلال الإطلاع والإلمام التام بموضوع الذكاء العاطفي أو الوجداني.
بالنسبة للأدوية: لا أرى أن الأدوية لها دور أساسي في حالتك، لكن يعرف أن مضادات القلق ومحسنات المزاج البسيطة قد تكون مفيدة، لذا أطلب منك أن تتناول دواء – متوفر في الأردن – دواء بسيط، يسمى (ديناكسيت)، تناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم نهارا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، هو سليم، وهذه الجرعة جرعة صغيرة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.