السؤال
السلام عليكم
أعاني من مرض السكر منذ 14 سنة تقريبا، النوع الأول.
سكري بمجمل عام منتظم بسبب استخدامي لمضخة الأنسولين، بالفترة الأخيرة بدأت أشعر بالطفش وعدم السعادة وعدم الراحة، وأقلق كثيرا، وأحس بضيق قليل بصدري، ربما أحد الأسباب الدوام؛ لأني أقطع يوميا مسافة 300 كم.
لكن حتى بالإجازات تصيبني هذه الحالة، ولا أتوقع أن العمل هو السبب الحقيقي رغم أني متزوج ومرتاح كثيرا مع زوجتي وابنتي، وأنتظر مولودي الثاني، ولكن لا أشعر بالسعادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jasi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: هنالك دراسات موثقة ومعيارية ومحكمة تشير إلى أن حوالي ستين بالمائة من مرضى السكر ربما يحدث لهم شيء من القلق الاكتئابي أو عسر في المزاج، وقليل منهم يصابون باكتئاب مطبق.
فيا أخي: هذه الأعراض التي تتحدث عنها أعتقد أنها تحمل بعض سمات عسر المزاج، أو ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط.
والأمر إن شاء الله في غاية البساطة، حين تقابل طبيبك –أي طبيب الغدد والسكر– في المرة القادمة يمكن أن تذكر له هذه الأعراض، وأنا متأكد أنه سوف يصف لك أحد مضادات القلق البسيطة، مثل عقار (دوجماتيل) مثلا، والذي يسمى علميا (سلبرايد)، وينتج باسم تجاري في السعودية يعرف باسم (جنبريد) وهو منتج ممتاز.
وإذا تطلب الأمر ولم تستجب استجابة ممتازة لهذا الدواء البسيط ربما تتناول جرعة صغيرة من أحد مضادات الاكتئاب والقلق، مثل عقار (سبرالكس) بجرعة صغيرة، أو عقار (زولفت)، وكلها أدوية معروفة وجيدة جدا. هذا من ناحية العلاج الدوائي.
الحمد لله تعالى – أخي الكريم – أنت ظروفك ممتازة من حيث الحياة الأسرية والاجتماعية، وكل شيء على ما يرام. موضوع العمل: كما ذكرت المسافة بعيدة بعض الشيء، لكن أعتقد أنك قد تعودت على ذلك، ولا أرى أن ذلك سببا.
فكن أكثر إيجابية في تفكيرك، ومارس الرياضة، الرياضة تفيد، تفيدك قطعا في تحسين علاج مرض السكر، وفي ذات الوقت ترتقي جدا بنفسك، وتزيل عنك الكثير من أعراض التوتر والقلق والكآبة، مثلا الشعور بالضيقة البسيطة في الصدر – أخي الكريم – هو ناتج من انقباضات عضلية في القفص الصدري، وسبب هذه الانقباضات العضلية هو التوتر النفسي الداخلي، يعني: التوتر النفسي انقلب إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات تأثرا هي عضلات الصدر، وهنا تلعب الرياضة دورا كبيرا جدا في تحسين المزاج، وأن تزيل عنك هذه الضيقة.
أخي الكريم: استعن بالدعاء أيضا، الدعاء سلاح عظيم، ويفرج الكرب والهموم، {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}، {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأن ترزق إن شاء الله تعالى مولودا صالحا، وأن يجعله قرة عين لكما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.