السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 25 سنة، وزني 55 كلغ، أصبت بـالارتجاع المريئي منذ سنة، ومنذ ذلك الوقت أعيش حالة من التوتر بسبب الارتجاع المتكرر، عملت المنظار، وتبين وجود قرحة بالاثني عشر والتهاب في المعدة والمريء، وتم العلاج -والحمد لله-، واستمررت بعدها على المثبطات مدة سنة ونصف.
أصبت بالغثيان فجأة منذ عدة أيام، ويزداد صباحا، فذهبت لطبيب الباطنية مرة أخرى، وعملت منظارا، وأخذ عينات من المعدة والمريء، وتبين وجود التهاب شبة مزمن أسفل المعدة وآثار الارتجاع.
أوصاني الطبيب بعمل حمية شديدة طول العمر مع العلاج، أو من الممكن أن تتطور الحالة للأسوأ، لأن هناك التهاب في المعدة شبه مزمن.
قرأت عن تطور المرض فأصبت بخوف، حيث إن التطورات قد تكون تطورا سرطانيا، علما أني مستمر على الدواء بانتظام، ووبدأت أحس بحرارة في المعدة بعد المنظار بخمسة أيام، وبدأت أخشى الإصابة بالسرطان.
استمررت على العلاج، وبعدها راجعت الطبيب لأرى نتائج الدم، فتبين ارتفاع بسيط جدا في تحليل البنكرياس، عملت سونار، وكان جيدا، وأعدت التحليل بعد أسبوع، وكان طبيعيا، لكن ما زال الغثيان مستمرا، مع ألم الصدر الذي تبين أنه ألم عضلي فقط بعد الفحوصات، وألم تحت الثدي أيضا، وكانت الأشعة سليمة، مع استمرار الألم.
لا أعلم سبب ألم البطن أثناء الأكل، ونوع الطعام المسبب، وأرتاح أحيانا عند إخراج الغازات، لكن الغثيان مستمر، وأحيانا أشعر بصداع خفيف، ولا أستطيع تفسير حالتي، الآراء حول حالتي متعدةة من قولون والتهاب وأعصاب المعدة، وكل طبيب له نظرية، وأنا أخشى السرطان، فبماذا تنصحوني؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب المعلومات الواردة في الاستشارة فإنك مصاب بالارتجاع المريئي, وإن الحالة لم تتحسن بالعلاج طويل الأمد، ولذا نصحك الطبيب بالعلاج مرة ثانية, مع إتباع الحمية طويلة الأمد, وهذا أمر اعتيادي في حالة الارتجاع المريئي.
وإن تطور الأمر للإصابة بالسرطان أمر ممكن الحدوث, ولكنه غالبا ما يحدث في حال تجاهل الإصابة وعدم الالتزام بالعلاج والحمية بصورة جيدة.
لذا ينصح باستمرار المتابعة مع طبيبك المعالج, مع الالتزام بالحمية المناسبة بصورة جيدة, مع المتابعة المستمرة وإعادة إجراء التنظير إن اقتضى الأمر.
وإليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:
الارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المرئ والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وإن الارتجاع المريئي يمكن أن يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة وصعوبة البلع، مع الشعور بالغثيان، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، كما يمكن أن يسبب أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب وضيق النفس.
إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:
- تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة.
- وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة.
- والأطعمة المقلية والدهون والبصل والنعناع.
- والشوكولاتة والقهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.
ويتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المرئ والمعدة، ويعتمد العلاج على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن، والابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان، مع عدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، ولو الاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.
المعالجة الدوائية:
وأفضل الأدوية حاليا المثبطة مضخة البروتين، مثل: البارييت والأوميبرازول والنكسيوم، والتي ينصح باستعمالها ولفترات طويلة ولكن بإشراف طبي، والعلاج الجراحي، ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير، وليست بالتداخل الجراحي.
ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.