أعاني من دوخة وعدم الاتزان، وأشعر بالموت، فما تفسير حالتي؟

0 155

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 31 سنة، متزوج منذ سنة ونصف، وأعمل بالتربية والتعليم مدرسا، بدأت رحلتي مع المرض منذ أربع سنوات عندما توفي أحد أصدقائي من المدرسين، حيث أنني كنت نائما، وأيقظتني والدتي بخبر الوفاة.

بعدها بشهر بدأ يأتيني إحساس بالموت، وأني مريض، وذات يوم، وبعد منتصف الليل جاءني إحساس بنغزة في قلبي، وأحسست أني سأموت مثل صديقي، فذهبت للمستشفى في الفجر، وكشف علي الطبيب، وعمل لي رسم قلب، ولم يجد شيئا، وقال إني سليم، بعدها بدأت التردد على أطباء القلب والباطنية، وكل الأطباء، ولم يجدوا شيئا.

وفي ليلة زفافي جاءتني دوخة شديدة، وعدم اتزان أشد من كل مرة، والدوخة عبارة عن عدم اتزان، حتى وأنا جالس على الأرض أسند يدي على الأرض حتى لا أقع.

ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، وكتب لي دواء اركاليون 200، ودوجماتيل 50، وديبوفيت أمبول، وتحسنت لمدة شهر، وبعدها تعبت مرة أخرى، وعملت فحصا للأذن، ولا يوجد شيء، وذهبت لطبيب باطنية، وقلب، وكتب لي أقراص باروكستن 20 ودوجماتيل، تحسنت لمدة ليست طويلة، حوالي شهرين أو أكثر، وبدأت تأتيني هذه الحالة كثيرا، عملت تحاليل دم ولم أجد شيئا سوى ارتفاع في الكولسترول، والدهون الثلاثية، ونظمت أكلي -والحمد لله- بدأت النسبة تنزل.

أنا حاليا لا أتناول غير الدوجماتيل 50، كبسولة واحدة يوميا، أكون يوما بخير، وعشرة لا، تعبت ولا أستطيع الذهاب للأطباء مرة أخرى، أنا أحاول المقاومة بالرياضة، والنسيان، لكن ذلك لا يكفيني، وأتمنى أن أصلي جماعة، وأخاف من الدوار، وعدم الاتزان، ودائما أصلي في الصف الأخير، أنتظر مثلا للركعة الأخيرة لأصلي لوحدي، وبقيت أحمل هم يوم الجمعة جدا.

سؤالي: ما هو تشخيص حالتي؟ وهل لي علاج أم لا؟ وهل لا بد من علاج دوائي لمثل حالتي؟ أم العلاج السلوكي يكفي مع المقاومة؟

أشكركم على استقطاع هذه الدقائق لقراءة رسالتي المملة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خوني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك – أخي الكريم – على التواصل مع إسلام ويب.

لقد تدارست رسالتك بكل تفاصيلها، والذي توصلت إليه أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بـ (قلق المخاوف)، والذي يظهر لي أن شخصيتك في الأصل شخصية حساسة وذات طابع وجداني، وهذا جعلك سريع التأثر.

وواضح جدا بالنسبة لي أنك حين تواجه ببعض المواقف ذات الشحنات الوجدانية العالية - فرحا كانت أو كرها – تصاب بأعراض جسدية ذات طابع نفسي مما يضخم ويجسد لديك المخاوف.

أخي الكريم: أنت تأثرت لوفاة أحد أصدقائك من المعلمين، وأيضا تأثرت في ليلة زفافك، والفرق واضح جدا بين الحدثين من الناحية النفسية والوجدانية، لكن هشاشتك النفسية هي التي جعلتك تتأثر لهذه المواقف.

أخي الكريم: تشخيص حالتك أنك تعاني من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، وأعتقد أن الجانب الاجتماعي كبير في مخاوفك، لا أستطيع أن أسميه رهابا اجتماعيا، إنما هو مجرد خوف اجتماعي ظرفي من الدرجة البسيطة على الخلفية الأساسية، وهي قلق المخاوف.

تشخيص بسيط، والحالة بسيطة، وتعالج – أخي – من خلال تحقير الفكر السلبي، وتحقير فكرة الخوف، والإصرار على الدفع الاجتماعي من خلال تأصيل تواصلك وعلاقاتك وروابطك الاجتماعية، يجب أن تركز على ذلك كثيرا – أخي الكريم – وتحسن إدارة وقتك، وتمارس أي نوع من الرياضة، هذا يعطيك -إن شاء الله تعالى- مجالا كبيرا في التفكير بصورة استرخائية وإيجابية، هذا من الناحية السلوكية.

أما من الناحية الدوائية: فأفضل دواء بالنسبة لك هو عقار (سيرترالين)، والذي يسمى تجاريا (زولفت)، أو (لسترال)، وربما تجده في بلدكم تحت مسمى تجاري آخر.

الدوجماتيل يعتبر علاجا مساندا وليس أساسيا، أما السيرترالين فهو علاج أساسي ومفيد -إن شاء الله تعالى- كثيرا لك، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا كجرعة وقائية، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

أما بالنسبة للدوجماتيل فاستمر عليه بنفس الكيفية، كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أتمنى أن تكون الأمور الآن واضحة بالنسبة لك، والحالة بسيطة، ووسائل العلاج أيضا بسيطة ومتاحة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك.

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات