السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 30 سنة، أعاني من اكتئاب شديد وضغط نفسي وتوتر عصبي، وسرعة الغضب، والانطوائية وكراهية النفس والناس، وتمني الموت.
استخدمت البروزاك فترة طويلة، بالإضافة إلى موتيفال لبضعة أيام، ثم استبدلته بدوجماتيل بسبب نقص موتيفال في الصيدليات منذ نحو 10 أيام، بواقع كبسولة بروزاك وأخرى دوجماتيل كل ليلة، أحسست بتحسن، لكني أبحث عن دواء رخيص بديلا للبروزاك يفيد حالتي.
وشكرا جزيلا لسيادتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: من الضروري جدا أن تكون إيجابيا في تفكيرك، وأن تحاول إزالة كل الأسباب التي أدت إلى هذا الاكتئاب وهذا التوتر الشديد والغضب، إن كانت الأسباب معروفة لديك، وإن لم تكن ظاهرة ومعروفة لديك فأنا أعتقد أن الأمر يتعلق بشخصيتك، لأن سرعة الغضب والتوتر هي دليل على أن الشخصية شخصية قلقة وانفعالية.
أنصحك – أخي الكريم – أن تتجنب الكتمان، وأن تكون شخصا أريحيا وتعبر عما بخاطرك أولا بأول.
الأمر الآخر أخي: تعامل مع الغضب حسبما ورد في السنة النبوية المطهرة. مع بوادر الغضب – أخي الكريم – غير مكانك، غير وضعك، فإن كنت واقفا فاجلس، وإن كنت جالسا فارقد، أو اضطجع على شقك الأيمن، أو إن كنت جالسا فقم، واتفل ثلاثا على شقك الأيسر، وخذ بنفس عميق، وعليك بالاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأن الغضب مصدره، هذا قطعا يجهض الغضب أو نوبة الغضب تماما، وقد جربه الكثير من الناس.
أريدك أيضا – أخي الكريم – أن تتأمل وتتصور: إذا غضب شخصا في وجهك أو انفعل أمامك، ووجه لك كلاما لا يرضيك، قطعا هذا سوف يثير حفيظتك ويجعلك في وضع غير سليم من الناحية العاطفية والمعنوية، فضع هذا الشخص في مكانك، إذا الخلاصة هي أن الذي لا ترضاه لنفسك يجب ألا ترضاه للآخرين، بمعنى آخر: الغضب انفعال قبيح جدا يؤدي إلى تدمير العلاقات الإنسانية بين الناس، ويجب أن ندرك ذلك ونعرف ذلك.
الغضب قطعا لا يمكن أن ننفيه، أو نتحكم فيه بالكلية، ففيه جزء كبير غير إرادي مصداقا لقوله تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب)، وكأن الغضب هو الذي يتحكم في الإنسان، لكن يمكن أن ندير الغضب بصورة صحيحة، وأفضل طريقة هي ما أوصانا به النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب).
الأمر الآخر: وجد أن ممارسة الرياضة تفيد في امتصاص التوتر والطاقات الغضبية، فاحرص على الرياضة.
نصيحة أخرى: أن يكون لديك تواصلا وروابط اجتماعية جيدة، هذه قطعا تساعد في التخلص من الاكتئاب، وتحسين التواصل الإنساني أيضا يقلل من التوتر ويقلل من الغضب.
أريدك أن تكون إيجابيا في كل شيء: في تفكيرك، في مشاعرك، في عواطفك، في سلوكك، في أفعالك. دائما – أخي الكريم – اجعل الإيجابية في الحياة هي منهجك وليست السلبية.
هذه النصائح مهمة وضرورية، وأرجو أن تلتزم بها، وبالنسبة للعلاج الدوائي: الدواء يعتبر إضافيا، الدواء البديل للبروزاك هو أحد الأدوية القديمة نسبيا، وهو رخيص جدا، هو العقار الذي يعرف باسم (تفرانيل)، هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (إمبرامين)، والعشرين مليجراما من البروزاك تعادل خمسين مليجراما من التفرانيل، وهو متوفر في مصر وفي جميع الدول.
إذا كانت لديك مشكلة في النوم سيكون البديل ليس التفرانيل، إنما الـ (إيمتربتالين) والذي يسمى تجاريا (تربتزول)، وأيضا الخمسين مليجراما منه تعادل كبسولة واحدة من البروزاك.
بارك الله فيك – أخي الكريم – وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.