أشفق على ابنتي الصغيرة لكثرة واجباتها في الحضانة، ماذا أفعل؟

0 252

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب، لدي بنت بعمر 5 سنوات ونصف، ألحقتها بالحضانة، وهي في السنة الثانية فيها حاليا، تذهب من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية ظهرا، وعندما تأتي من الحضانة تقوم بكتابة واجباتها، وعند الساعة 4 يكون لديها درس خاص في العربي والحساب، وبعد الدرس تقوم بكتابة واجبات الدرس، ويكون اليوم تقريبا قد انتهى، وهكذا طول الأسبوع.

أشعر بحزن البنت لكثرة انشغالها بالواجبات، فهل هذا صحيح أم لا؟ وهل يغنى عن هذا التعب أن أقوم بيوم ترفيهي لها في آخر الأسبوع؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ذكرت في رسالتك أن ابنتك في الخامسة من عمرها، تذهب إلى الحضانة من الساعة الثامنة حتى الثانية، ومن ثم تعود لكتابة واجباتها، لينتظرها بعد ذلك درس خاص باللغة العربية والحساب، ألا ترى معي أن ذلك سيشكل ضغطا كبيرا على طفلتك؟ وهل هي بحاجة إلى درس خاص وهي ما زالت في السنة الثانية من الروضة، وهل سنواتها الخمس ستمنحها القدرة على تحمل كل ضغوطات السنة الدراسية الكاملة؟

الواجبات المدرسية الكثيرة -في هذه السن بالذات- تنعكس سلبا على نفسية الطفل وجسمه، كما أنها تضر بعلاقته الاجتماعية داخل المدرسة والبيت، وتضعف من مستواه الدراسي حيث يراها الطفل عبئا ثقيلا على كاهله، وتمنعه من ممارسة النشاطات التي يحبها، أو اللعب مع أصدقائه والاستمتاع بوقته، كما أنه يكون في حالة خوف دائم من معلمته في المدرسة حيث يخاف من عقابها حال تقصيرها بالواجبات، كما يخاف من أمه في البيت التي تميل غالبا إلى استخدام أسلوب الشدة والعنف ليقوم الطفل بواجباته على أكمل وجه حتى ولو كان ذلك على حسب راحته.

بل إن بعض الدراسات النفسية تفيد "أن الواجبات المدرسية التي تزيد عن الحد، تحرم الطفل من التمتع بطفولته، وهى تضر بصحة الطفل النفسية وقدراته التعليمية على عكس ما يزعمه البعض من أنها تنمى قدراته المعرفية".

من أهم الآثار السلبية لكثرة الواجبات المدرسية:

1- شعور الطفل بالتعب والإرهاق والضغط النفسي، حيث يكون دائما عصبيا متواترا خائفا من التقصير وما يترتب عليه من عقوبة، مما يجعله يفقد التركيز في فهم المعلومة، ويصبح همه فقط إنهاء ما بين يديه من واجبات.

2- التعب الجسمي الذي يشعر به الطفل أثناء أدائه لواجباته الكثيرة يجعله يفقد القدرة على الانتباه والتركيز، فلو سألنا الطفل أي سؤال حول ما يكتبه غالبا لا يجيب إجابة صحيحة.

3- تصبح المدرسة مصدر هم وضيق للطفل، بدلا من أن تكون مكانا يستمتع به الطفل ويتشوق للذهاب إليه.

4- يشعر الطفل بالملل والإحباط، وربما يرفض الذهاب إلى المدرسة.

5- يفقد الطفل القدرة على التفكير والإبداع إذ أن تفكيره محصور في كيفية إنهاء الواجبات للخلاص من الضغط.

6- يحدث خلل في علاقة الطفل بوالديه بسبب كثرة الإلحاح على كتابة الواجبات، وضغطهم المستمر واللجوء إلى العقاب الجسدي أحيانا.

لا أظن أن يوما ترفيهيا واحدا قادرا على محو هذه الآثار السلبية المترتبة على ضغط الدراسة، وإنما الأفضل تخفيف ساعات الدراسة، وإن الطفلة بهذه السن ليست بحاجة إلى درس خاص، فإن وجدت لديها ضعفا ما، فيكفيها درس واحد في الأسبوع، فالطفل بحاجة إلى اللعب، فاللعب ينمي الكثير من المهارات الإبداعية عند الطفل، كما أنه بحاجة للاجتماع مع أصدقائه، والجلوس مع أسرته، والاستمتاع بالوقت معها بعيدا عن ضغط الدراسة، فطفلتك ما زالت صغيرة جدا، ومشوارها الدراسي طويل جدا، فلا تحمليها ما لا طاقة به من الآن، فتوهن وتضعف عن حمله في قابل الأيام.

أخيرا ومن خلال تجربتي في الميدان التربوي العملي لا بد من ساعة على الأقل يوميا من اللعب الترفيهي للطفل، وأما ابنتك في هذه السن فهي بحاجة إلى الحركة والنشاط والمشي والضحك بشكل يومي، كما انها بحاجة أن تشاركها أنت وأمها في اللعب والأحضان واللمس والتفاعل يوميا، حتى تنشأ سوية -إن شاء الله-.

أسأل الله أن يجعل طفلتك قرة عين لك وترين منها ومعها ما تحبين وترضين.

مواد ذات صلة

الاستشارات