السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب، أعاني منذ أربعة أشهر تقريبا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، زادت معاناتي بعد ترك الدواء، فلا أستطيع النوم إلا بالأدوية.
استخدمت دواء زيبركسا 2.5 مل لمدة شهرين، وعندما حاولت أن أتوقف عن استخدامه لم أستطع أن أنام، فحاولت الرجوع إليه فلم يعد يجدي، حتى جرعة 5 مل، فذهبت إلى الطبيب فوصف لي علاج السريكويل 50 فلم أنم، فزدته إلى 100، كذلك لم أنم، وزدته إلى 150 ملم، فأصبحت أنام، فما سبب عدم نومي إلا بالأدوية؟
أشك أنني مصاب باضطراب وجداني، لأنني قرأت عنه وعن أعراضه، فلم أجد أعراضه تنطبق علي، فكل ما أعاني منه هو ضيق وقلق زائد، ولا أدري لماذا شخص الطبيب حالتي بالاضطراب الوجداني!
أرجو الرد مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
سبب اضطراب النوم في مثل حالتك- يرجع إلى أن الحالة التي تعاني منها -وهي الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو حالة مشابهة له-، ينتج عنه اضطراب في كيمياء الدماغ، وهنالك ثلاثة مواد ئيسية تعرف باسم (سيروتونين ودوبامين ونورأدرينالين)، هذه المواد بجانب تحكمها في الجوانب الوجدانية والعاطفية عند الإنسان -وكذلك المزاجية- تلعب دورا كبيرا أيضا في تنظيم الساعة البيولوجية لدى الإنسان، والساعة البيولوجية هي التي تتحكم في النوم عند الناس.
فإذا السبب سبب بيولوجي كيميائي، ولذا حين تتناول أحد الأدوية المذكورة يتحسن نومك؛ لأن هذه الأدوية تصحح المسارات الكيميائية الدماغية، مما يجعل الموصلات العصبية -سالفة الذكر- تكون في حالة من الاستقرار والتوازن الإيجابي.
والسبب الآخر -أيها الفاضل الكريم-: ربما يكون لديك بعض الصعوبات في تطبيق الصحة النومية الصحيحة، وهذا أمر شائع، كلنا نقع في أخطاء حول صحتنا النومية، فمن المفترض -أخي الكريم- تجنب النوم النهاري بصورة مطلقة، وتعتمد على النوم الليلي المبكر، وتثبيت وقت النوم يوميا، حتى تنتظم الساعة البيولوجية، وممارسة الرياضة باستمرار، والابتعاد التام عن تناول الميقظات بعد الساعة الخامسة مساء، وقطعا مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة والشكولاتة والبيبسي والكولا هي المادة المثيرة التي تضعف النوم، كذلك الغذاء المتوازن أيضا مطلوب ليحسن النوم، والمحافظة على الوضوء، وصلاة ركعتين قبل النوم، ثم الحرص على قراءة أذكار النوم.
بهذه الكيفية -أخي الكريم- يتحسن النوم تلقائيا، فأرجو أن تكون حريصا على هذه الأشياء التي ذكرتها، وهي معلومة بالنسبة لك.
أخي الكريم: أنا أقول لك عقار (سوركويل) عقار رائع، وما دام الأطباء قد ذكروا لك أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية -والذي أحسب أنه من الدرجة البسيطة- يجب أن تقبل هذا التشخيص، وذلك أني لا أريدك أن تقع في خطأ التوقف من العلاج، وأن تجعل نفسك عرضة للانتكاسات؛ لأن هذه الأمراض حين تحدث انتكاسة قد يتحول الإنسان إلى حالة نسميها بالباب الدوار، بمعنى أنه يدخل في انتكاسة، يتعالج ويكون في وضع سليم، ثم بعد ذلك ينتكس أيضا -وهكذا- حتى وإن كان يتناول العلاجات.
فاحرص على علاجك -أخي الكريم- وأقول لك: إن السوركويل حتى جرعة ثلاثمائة مليجرام (حبة واحدة) سيكون دواء مفيدا لك من الناحية المزاجية، ومن ناحية الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وكذلك من ناحية تحسين النوم، وهو دواء غير إدماني، وليس له آثار سلبية خطيرة.
بارك الله فيك -أخي الكريم- وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.