كيف أقوي همتي في فعل الطاعات؟

0 157

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أواجه مشكلة وأرجو أن أجد لها حلا لديكم، وجزاكم الله كل خير.

مشكلتي هي: نقص العزيمة، فأنا فتاة أزهرية، وأدرس بقسم الشريعة الإسلامية، ولذلك أتعرف كل يوم على فتاوى جديدة في أمور ديني، وخاصة في الأمور الحياتية، وأحب تطبيق كل ما أعرفه من أمور في حياتي، وأكون منبهرة بكل جديد أتعلمه في ديني، ومتحمسة له، وأقوم بتطبيقه.

ولكن بعد فترة من تطبيق هذا الأمر الجديد أجد عزيمتي قلت من جهته، فأفعله ولكن ليس بنفس الحماس والرغبة في قلبي لفعله، وأنا أريد الاستمرار عليه، مع العلم أني أستمر في فعله ولا أتركه، ولكن العزيمة تكون أقل، فأخبرني رجاء ماذا أفعل لأزيد عزيمتي؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كورنيليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك –أختي العزيزة– وجزاك خيرا على طلب العلم وعلو الهمة والحرص على الخير.

- لا يخفاك أن ما تشكين منه من مظاهر الضعف والتقصير والتكاسل والفتور طبيعة بشرية, وأن للشيطان مداخله في ذلك, والمسلم بطبيعة إيمانه حريص على طلب الكمال, لاسيما فيما يتعلق في صلاح دينه وآخرته, فبارك الله فيك – أختي الفاضلة – ووفقك إلى المزيد من الحرص على طلب العلم النافع والعمل الصالح، وحب الخير والتوفيق والسداد.

- من الجميل والمهم -أختي العزيزة- ما حباك الله به وأنعم عليك من نعمة الدراسة في جامعة الأزهر الشريف قسم الدراسات الإسلامية, وهي نعمة عظيمة تستوجب الشكر والمحافظة عليها والتميز فيها.

- أن تعلمي خطأك وتحرصي على التخلص من جوانب الضعف لديك, دليل على صحة الإيمان, والله حسيبك ولا نزكيك على الله, كما قال عليه الصلاة والسلام: (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن), ولا شك أن ذلك يشكل بداية الحل والعلاج بإذن الله تعالى.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, والمحافظة على أذكار الصباح والمساء, والاستعاذة بالله تعالى من العجز والفتور والكسل.

- أهمية استشعار مسؤولية الوقت, وكونه ضرورة لحفظ مصالح الدين والدنيا, والاهتمام بحفظه من أعظم العبادات التي يتحقق بها الفوز في الدنيا والنجاة في الآخرة, فمن المهم الاهتمام بتنظيم وترتيب وقتك, بوضع جدول زمني محدد لأعمالك والحزم في الالتزام به.

- لزوم الصحبة الطيبة والبيئة الصالحة وقراءة كتب السيرة وتراجم السلف الصالح وأهل العلم والتميز في القديم والحديث؛ طلبا للاقتداء بهم في النجاح.

- الحذر من صحبة أهل الكسل والفتور وضعفاء الهمة والانشغال بوسائل الاتصالات والإعلام والتواصل الاجتماعي الهابطة، ومن الذنوب والمعاصي.

- مزاولة الرياضة والاهتمام بالتغذية السليمة, وإعطاء النفس حقها من الترويح المشروع.

- إدراك أن الحل بعد توفيق الله ومعونته يبدأ من جهتك ونفسك, وضرورة انتهاج الحزم والعزم وقوة الإرادة والتصميم في إدارة النفس وإلزامها بالخير, قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), وفي الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والعون والنجاح والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات