السؤال
السلام عليكم
متزوجة ولدي طفلان، منذ فترة وأنا أعاني من وسواس يجعلني أدعو على أولادي بدون قصد، لكني لا أنطق بهذا الدعاء، فقط أشعر به في قلبي، وبعدما يحدث ذلك أظل أبكي كثيرا خوفا من أن يتحقق هذا الدعاء.
مع العلم أني دائما في الواقع أدعو لأولادي بكل الخير، وأخاف عليهم كثيرا، فماذا أفعل لأتخلص من هذا الوسواس؟ وهل هذا الدعاء بالشر يمكن أن يستجاب؟ أنا خائفة جدا، ودائما في حالة حزن.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالجواب على ما ذكرت يكمن في الآتي:
- قولك أنك تعانين من وسواس، وعلاج هذا بكثرة ذكر الله تعالى، والمحافظة على الصلاة في وقتها، والإكثار من الاستغفار.
قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر؛ لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان؛ ﴿إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾، وكلما أراد العبد توجها إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطع الطريق عليه".
وعندما يأتيك الوسواس فعليك أن تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قولي: آمنت بالله ورسوله، أو قولي: آمنت بالله ورسله.
وعليك أن تتركي الاستطراد في الوسواس، فلا تلتفتي لما جاء فيه من أفكار أو أوهام، واقطعي التفكير فيها، ثم أشغلي نفسك بكل نافع ومفيد.
قال ابن حجر الهيتمي: "للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك، لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها".
- وعليك أيضا قراءة الرقية الشرعية باستمرار، من قراءة الفاتحة، وسورة البقرة، والمعوذات؛ فإنها نافعة بإذن الله.
- واعلمي -أختي الكريمة- بما أنك لم تدعي على أولادك باللسان، بل مجرد التفكير بالدعاء عليهم بالقلب؛ أن ذلك لا يضر -إن شاء الله-، ولذلك لا داعي للقلق والحزن، ولن يحصل لهم أي مكروه، بل أنت على خير بكونك تدعين لأولادك بالخير باللسان.
وفقك الله لمرضاته.