السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أصبت منذ شهر بوسواس الخوف من المنظفات، الكلور، وبودرة الحشرات، وما إلى ذلك، وحينما أشتري الأحذية أو الحقائب، وأجد مادة السيليكاجل بها أقوم برمي البضاعة.
أغسل يدي يوميا 20 مرة، تعبت من هذه الحالة، ولو ذهبت إلى أي مكان أقول بأنني لن المس هذا الشيء، فبالتأكيد تم مسحه بالمنظفات، تدهورت حياتي كثيرا.
معظم يومي أقضيه في دورة المياه، وأي شيء أقوم بلمسه أظن بأنه سيقتلني، تشققت يدي من كثرة الغسيل، وتلف شعري، وجسمي تعب من الصابون، أهملت عائلتي، كل يومي يكون بمسح الماء والغسيل، حتى مستحضر الديتول صرت أخاف منه، أقوم باستخدام غسول اليد والشامبو، وباقي المنظفات أخاف منها.
حينما أقوم بتلوين أظافري بطلاء الأظافر أتعب كثيرا عند مسحه بمزيل الطلاء الخاص، أعاني من التعب بسبب كثرة الغسل بالصابون؛ وذلك خوفا من أن يظل الأثر من مزيل الطلاء على أظافري.
أغسل رجلي ويدي في كل ساعة بالصابون، لو مررت بالشارع بجانب النفايات ولمست طرف عباءتي أرجع للبيت وأستحم، ثم أغسل الملابس كلها، حتى حينما يقوم زوجي بشراء أغراض البيت أناقشه بأن لا تقترب الأغراض من سلة النفايات، وبعض الأغراض أرميها لشكوكي بأنها لامست النفايات، حينما أرى الناس وهي تسحب سلة النفايات وتغير مكانها دون غسيل ووسواس أستغرب كثيرا، وأقول في نفسي لماذا أنا مختلفة؟ هل أنا على صواب أم هم؟
مرهقة وأريد حلا أو علاجا من الصيدلية لتهدئتي، وهل ما أعانيه هو مجرد أوهام ووساوس أم أنه حقيقي؟ تدهورت حياتي الزوجية، ودخلت في دوامة المشاكل مع زوجي، لا أطبخ ولا أفعل أي شيء، فأنا أشك بكل شيء ألمسه، وأذهب للغسيل والتعقيم، اشتريت حبوب سيروكسات 20، ولم أتناولها بشكل منتظم، فهل العلاج مناسب لحالتي أم أن هناك علاجا آخر؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كارل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.
وصفك لحالتك واضح، وأنت بالفعل تعانين من وساوس قهرية، وهي وساوس أفعال وطقوس، بنيت على الفكرة الوسواسية الخاطئة وهي الخوف من التلوث والجراثيم وغيره.
حالتك تحتاج لعلاج سلوكي مكثف، وكذلك علاج دوائي، لا بد أن أكون واضحا معك جدا في هذا السياق، لأن وساوس الأفعال قد تقاوم العلاج بعض الشيء، لكن إذا كان هنالك جدية من جانبك وتطبيقات سلوكية أساسية مع تناول الدواء -إن شاء الله تعالى- ما بك سوف يزول تماما.
ولا بد –أيتها الأخت العزيزة– أن ألفت نظرك أن تكوني حذرة فيما يتعلق بحياتك الأسرية، لأنه من أصعب الأشياء أن يعيش الزوج مع زوجة تعاني من الوسواس القهري، أنا أود أن ألفت نظرك لهذا الموضوع، وهذا يجب أن يكون ليس أمرا تهديديا بالنسبة لك، إنما هو دافعي إيجابي أساسي من أجل أن تقدمي على العلاج بكل كلياتك.
إذا يجب أن تذهبي إلى طبيب نفسي ليطبق معك العلاجات السلوكية، والتي تقوم على مبدأ يسمى مبدأ التعريض مع منع الاستجابة السلبية، هنالك تمارين سهلة التطبيق، لكن يجب أن تكون تحت إرشاد المعالج.
بالنسبة للعلاجات الدوائية أقول لك إنها رائعة وممتازة وتساعد كثيرا، لكن يجب أن ترفق بالعلاج السلوكي.
الزيروكسات دواء جيد، لكن الدواء الأفضل هو البروزاك، والذي يجب أن تصل جرعته إلى ستين مليجراما في اليوم على الأقل، علما بأن الجرعة القصوى ثمانين مليجراما، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاجين لذلك.
والبروزاك في بعض الأحيان ندعمه بدواء آخر يعرف باسم (رزبريادون)، بجرعة صغيرة، هذا يزيد من فعالية البروزاك، وفي بعض الحالات المقاومة والمطبقة والمزمنة أنا أضيف عقار فافرين، ووجدته فعالا جدا.
حالتك بما أنها لم تعرض قبل ذلك للعلاج أعتقد أن استجابتك سوف تكون جيدة للبروزاك، فأرجو أن تتواصلي مع الطبيب مباشرة، وأنا أبشرك أن العلاج متاح، وأنصحك أيضا بعدم التأخير، لأن التدخل المبكر، وأقصد بذلك التدخل الطبي النفسي الرصين حين يكون مبكرا، يأتي بنتائج رائعة جدا، والتأخير دائما يؤدي إلى أن تكون الحالة مزمنة ومطبقة، وقد يصعب الفكاك منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.