لي علاقة صداقة مع شخص وإذا اختلفنا يصيبني الاكتئاب.

0 149

السؤال

السلام عليكم.

كنت شخصا طبيعيا لدي علاقات صداقة جيدة، وكان لي صديق مقرب جدا، وعلاقتي به مختلفة عن الآخرين، وكان يحدث أحيانا سوء تفاهم بيننا، وكنا نعود بعد فترة قصيرة، لأنا كنا نجلس معا كثيرا، وفي أحد الأيام كالعادة حدث سوء تفاهم بيننا، لم ألتق به نحو أسبوع، وكان هذا قبل أحد الأفراح عندنا، وبعد انتهاء الفرح وفي ذلك اليوم بدأت مشكلتي، أصبت بزكام حاد بعدها بيوم أو يومين، وأحضر لي جاري حبة دواء شربتها ولا أعرف ما هي؟! قالوا: إنها خاصة بزكام ظهر عندي.

أعراض القلق واضطراب النوم والأكل لم أكن أعرف أنها أعراض اكتئاب إلى أن بحثت في الانترنت وعرفت أنها أعراض بداية اكتئاب، ولم أعر الموضوع اهتماما، لأنها أعراض خفيفة، وعادت علاقتي مجددا مع صديقي، وعرفت استقرارا في حالتي لمدة عامين أو ثلاثة، إلى أن زادت الأمور سوءا، وأصبحت لا أستطيع النوم، وليس لدي رغبة في الأكل، وأحس أني في حالة خطيرة، وهذا كله بسبب تعلقي الكبير بهذا الصديق، وحدوث سوء تفاهم بيننا، وتغير المعاملة بيننا.

علما أني بعمر 26 سنة، وحالتي بدأت عندما كنت بعمر 23 سنة، ولم أتجه إلى أي طبيب نفسي، وأريد نسيانه وأعيش حياتي، لكني ما استطعت، أريد حلا لنسيانه، واستمرار الحياة، لأني أعلم أن هذه الحياة لا تستحق كل هذا التفكير.

علما أن لدي علاقات صداقة لكنها ليست قوية، وأردت الاستفسار هنا في موقعكم الفضيل، لعلي أجد تشخيص حالتي، للأني أتعذب حقيقة، خاصة هذه الأيام، وأنا صغير بالعمر، لدي طموحات وأهداف في حياتي.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية. أخي: العلاقات الإنسانية تتفاوت بين الناس، ومعظم الدراسات النفسية والسلوكية تحتم على أن ما يعرف بالذكاء العاطفي أو الوجداني هو الذي يقود مسيراتنا فيما يتعلق بعلاقتنا الاجتماعية بالناس.

الذكاء العاطفي في مجمله يركز على أن الإنسان يجب أن يدرك عواطفه، ويجب أن يعرف مصادر قوته وسلبيته في هذا السياق، ويتعامل مع نفسه بصورة إيجابية، بأن يسعى لتطويرها لتكون النفس أكثر إيجابية، ونفس الشيء ينطبق فيما يتعلق بعلاقتك بالآخرين، أن تفهم طبائعهم وغرائزهم وأن تتعامل معه بصورة إيجابية، هذا المبدأ يجب أن ينطبق تماما في كل علاقتك الاجتماعية مع هذا الصديق أو غيره.

أيها الفاضل الكريم، أنا مع احترامي الشديد لك أعتقد أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، وربما يكون لديك شيء من الهشاشة النفسية، لذا فموضوع التقلبات المزاجية الذي يأتيك وكذلك التقلبات في علاقتك مع هذا الصديق أعتقد أن سببها هي هذه الهشاشة النفسية، لكن أبشرك أن الإنسان يتطور، والإنسان يكتسب مهارات جديدة، والإنسان يفتح لنفسه آفاقا جديدة من حيث السلوك والوجدان والتعامل الاجتماعي، فكن دائما متوازنا.

أخي الكريم، قضية أن يبتعد منك هذا الصديق ويحدث سوء فهم في بعض المرات ثم تعاود علاقتك معه هذا النوع من العلاقات ليس جيدا بهذه الكيفية وهذه الطريقة، وعملية التعلق به التي تحدثت عنها هذا أمر حقيقة يجب أن تتجاوزه، ويجب أن تتسامى ويجب أن ترتفع بشخصك وشخصيتك، وتكون رجلا صاحب همة عالية تقدر الأمور والمسؤولية، ومن ثم تحدد علاقتك مع هذا الشخص أو خلافه.

يجب أن لا تكون محتكرا فيما يتعلق بعلاقتك -أخي الكريم- هذا أمر خاطئ، اجعل لنفسك شبكة اجتماعية محترمة جيدة، ولا تكن محتكرا في علاقتك لشخص واحد، هذا خطأ جسيم.

أنا أعتقد أنك محتاج حقيقة أن تقرأ في كتب الاحتكار العاطفي، هنالك مؤلفات كثيرة من أفضلها كتاب دانيال جولدمان الذي كتبه عام 1995م، وهو الذي بدأ هذا العلم، ومن ثم أنتج مؤلفات كثيرة جدا.

إن تطوير مهاراتك في الحياة مهم جدا مهارات الاجتماعية، المهارات العملية، المهارات العلمية، المهارات الإسلامية هذا كله مطلوب ليسد الفراغ أو الاضطراب في علاقتك الاجتماعية، واجعل لنفسك خارطة تدير من خلالها وقتك، وتحدد فيها أهدافك المستقبلية، وتضع الآليات والطرق والبرامج التي توصلك إلى أهدافك، هذا مهم جدا.

أخي الكريم، حاول أن تتجنب الفراغ الزمني والفراغ الذهني، لأنها بالفعل مملة ومضيعة للوقت، وتسبب الكثير من الاضطرابات فيما يتعلق بالصحة النفسية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات