السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ الصغر من القيء بسبب التوتر والخوف، علما أنه ما كان في أي شيء، بدأت الحالة منذ دخولي المدرسة من الصف الأول وصرت خريجة جامعة، وأشعر بالقيء إذا خفت أو توترت، وإذا تقيأت أشعر بالراحة، ولا أستطيع أن آكل حتى أعود إلى البيت.
زادت معي الحالة بعدما تخرجت من الجامعة، إذا ذهبت لمناسبة زواج أو قابلت صديقاتي، أو خرجت من البيت أشعر بغثيان، ولا أستطيع الخروج إلا أن أتقيأ!
علما أنه إذا كنت بالبيت لا أشعر بالغثيان والقيء.
لقد زاد الأمر سوءا بعد تخرجي بشهرين، فأشعر بألم في معدتي، وأتقيأ، وذهبت إلى المستشفى وأخبروني أنه يوجد عندي جرثومة معدة، والحمد لله استمريت على علاجها حتى ذهبت، وبعد سنة شعرت بنفس الأعراض، وذهبت لكي أحلل جرثومة المعدة ولم أجدها طول السنة، وأشعر أني بخير ثم تعبت من معدتي، وصرت أتعب كل شهر 10، ولا أستطيع أن أخرج من البيت للمناسبات.
علما أني إذا خرجت من البيت لا أستطيع أن آكل حتى أعود؛ لأن الأكل يشعرني بالغثيان، وبدأت أقرأ على نفسي سورة البقرة، وشعرت بألم في معدتي، وألم أسفل بطني جهة اليسار، ولا أعلم هل هي حالة نفسية أو عين، لا أعلم ما بي؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
معاناة البعض من الخوف والتوتر Anxiety يؤدي إلى ما يعرف ب stress response أو استجابة الجسم لحالة التوتر والقلق في صورة غثيان وقيء، وألم في البطن، وانتفاخ ناتج عن توتر القولون العصبي، وإصابة المعدة بالجرثومة الحلزونية يفاقم الوضع، ويزيد من حالة الغثيان والقيء، وألم البطن.
كذلك يعاني البعض من دوار السفر، أو ما يعرف ب motion sicknesses ومن ذلك دوار البحر seasickness ؛ مما يؤدي إلى حالة من الغثيان والقيء، ولا علاقة لما تعانيه بالحالة النفسية أو السحر، فهذا أمر مرتبط بتفاعل المعدة مع التوتر والقلق، ومع الالتهاب الموجود.
لذلك يجب إعادة تحليل جرثومة المعدة من خلال تحليل براز H-Pylori antigen ومن خلال إجراء اختبار the urea breath test وعند تشخيصه فإن له علاجا يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء ويتم تناول الدواء لمدة 15 يوما ثم إعادة التحليل مرة أخرى بعد شهر للاطمئنان على القضاء على الجرثومة.
لا مانع في المرحلة الحالية من تناول حبوب nexium 40 mg قرص واحد قبل الأكل مرة واحدة في اليوم على الريق صباحا لمدة شهر مع تناول حبوب motilium 10 mg ثلاث مرات قبل الأكل لمدة 10 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك والتعود على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، خصوصا في العشاء، مع تناول سلطة الفواكه واللبن الرائب والزبادي بكثرة.
للتخلص من تلك المشكلة من المهم المتابعة مع طبيب نفسي للتعامل مع مشكلة التوتر والقلق، وأخذ العلاج المناسب لها، ومن المعلوم أن المحافظة على هدوء الأعصاب وعدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل يعتبر مفتاح الحل لتلك المشكلة، ومن المهم عدم محاولة القراءة أو النظر في الجوال أثناء السفر وركوب السيارة وعدم تدقيق النظر في شيء محدد، وعدم الضغط على المعدة بالحزام الضيق مع ضرورة التنفس الهادئ العميق، وعدم شرب المزيد من السوائل والماء في لحظات الغثيان.
وفقك الله لما فيه الخير.