السؤال
عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤالي للدكتور د. محمد عبد العليم.
دكتورنا الموقر، استشارة بسيطة، أنا شخصية قلقة في بعض المواقف الاجتماعية، والتي قد تحصل في السنة 3 إلى 4 مرات فقط لمدة يومين أو ثلاثة وتنقضي، أما بقية العام فالحمد لله الأمور طيبة، ولكن إذا أصابني القلق في تلك الفترة المذكورة لا أنام بسهولة، وقد ذهبت للدكتور فوصف لي حبوب lexotanil 3m حبة مساء عند اللزوم؛ لأنها تعودية، وأنا استعملتها فقط لمدة 10 أيام ومنفصلة، أي شهر وأكثر، وتوقفت عنها، والآن أشعر برغبة في تناولها، وبما أنه لا يوجد لها داع الآن فالموقف انتهى ولا يعود إلا بعد أشهر، ربما يومين أو ثلاثة فقط، فهل أدمنت تلك الحبوب مع أني لم أتناول إلا 10 حبات منها فقط؟
وهل هناك مشكلة لو كل 6 أشهر أكلت ثلاث حبات أو أكثر بقليل على حسب الحاجة؟ لأني قرأت أنها حتى لو لم تكن متواصلة الجرعات فهي تعتبر
تعودية وأصبح أسيرا لها.
وهل يوجد حبوب تعمل عملها أو أفضل منها في إرخاء العضلات، وتطرد القلق تجلب النوم والراحة وليس لها خاصية التعود؟ وما هي أسماؤها واستعمالي سيكون ربما كل 3 أشهر حبتين على حسب الحاجة؟
كما أعاني من الرهاب الاجتماعي ولكن بدرجة ليست عالية، وأعمل معلما، وأواجه تجمعات طلاب ومعلمين واجتماعات، وهناك قلق خفيف في بعض المواقف، والتي تحدث بالمناسبات، ولكنها ليست يومية أو حتى أسبوعية، بل في الشهرين مرة واحدة.
ولكن أتناول اندرال10 حبة واحدة فقط وحبة دقماتيل 50 فقط إضافة إلى تمارين الاسترخاء أعملها قبل الذهاب بساعة، فتلك الحبة مع التمارين تنهي كل الإشكالات في تلك المناسبة، ولكنني أعلم أنها ليست علاجا، وإنما تخفف الأعراض فقط، فهل تنصحني بتناول دواء من مشتقات SSRIS أم أكتفي بتلك الحبة اندرال 10بما أن القلق ليس مستمرا؟ وما هو أفضل علاج تراه مناسبا لحالتي؟
أريد نصحك يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aloa1 25 alo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على ثقتك في هذا الموقع.
أنا أعتقد أن السبب في اضطراب نومك كما تفضلت هو حالة القلق التي تنتابك، وهذا القلق يكون أكثر في بعض الأحيان في المواقف الاجتماعية، ولا أريدك -أخي الكريم- أن تندفع نحو الأدوية؛ فحالتك يمكن أن تعالج بسهولة بدون أدوية إلا دواء واحد يستعمل عند اللزوم، يحسن لك النوم، وهذا يجب أن لا يكون لكسوتنيل، لأن لكسوتنيل بالفعل يمكن أن يؤدي إلى التعود، وحتى إذا لم تتعود عليه جسديا، ولم يحدث لك ظاهرة التحمل، أو الإطالة فإنك سوف تتعود عليه نفسيا، وتستسهل الأمر، وتبدأ في تناوله بصورة قد تكون مستمرة في بعض الأحيان.
لذا -أخي الكريم-: لا أنصحك أبدا بتناوله، وأرى أن عقار أيمتربتالين والذي يعرف باسم تربتازول وهو أحد الأدوية القديمة جدا، لو تناولته بجرعة 25 مليجرام عند اللزوم مثلا ليلتين أو ثلاثة هذا لا بأس فيه أبدا، وهنالك أيضا الريمانون والذي يعرف باسم مرتازبين دواء رائع جدا لتحسين النوم دون أي قابلية للتعود، وجرعته هي 15 مليجراما، أي نصف حبة أيضا، تتناولها ليلتين أو ثلاثة ثم تتوقف عن تناوله، ولا أعتقد أبدا أنك تحتاج لأي دواء آخر مثل ssri لعلاج الرهاب الاجتماعي؛ فرهابك الاجتماعي -أخي الكريم- يعالج من خلال استصغاره وتجاهله ومواجهته، والتفكير والتأمل دائما في مقدراتك الايجابية، وهي كثيرة أن تستمتع بمهنة التدريس.
أخي الكريم: الإنسان حين يستمتع بوظيفته يصل إلى أعلى درجات الأداء الممتاز، وهذا يعزز مقدراتك ولا شك فيه، ولا تتهيب أبدا أي موقف على العكس تماما، اجعل تعابير وجهك ونبرة صوتك ولغتك الجسدية نشطة ومفرحة للطلاب، ومستحسن من قبلهم، هذا يعود عليك أيضا بإيجابيات كثيرة، وعلى النطاق الاجتماعي.
يا أخي: أرجو أن تحرص على التواصل في مواقع التواصل الاجتماعي، والحمد لله مجتمعاتنا مجتمعات إسلامية ومتماسكة، والمناسبات الاجتماعية فيها كثيرة، من حضور الدعوات والأعراس والعزاءات، وزيارة المرضى، وزيارة الأرحام، هذا كله -أخي الكريم- فيه فائدة كبيرة جدا للإنسان الذي يعاني من أي مخاوف اجتماعية، فهو علاج طبيعي في بيئة طبيعية، وإن شاء الله تعالى تجد منه خيري الدنيا والآخرة.
لا أعتقد أنك في حاجة للاندرال أو الدوجماتيل، وكما ذكرت لا أريدك أبدا أن تندفع نحو الأدوية، وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.