السؤال
السلام عليكم.
أختي عمرها ١٧ سنة، تعاني من مرض السكري منذ كان عمرها ٩ سنوات، في نصف شهر رمضان أصابها ألم قوي في جهة الكلية، وعندما أجرينا لها سونارا كانت النتيجة سليمة، بعدها بثلاثة أيام استيقظت من النوم فجأة تقول بأنها تشعر بالاختناق، فما كان من والدي إلا أنهما أخذا يتكلمان معها لأنهما يعلمان بأنها لا تعاني من شيء، ثم قالت بعدها بأن لديها ألما بالصدر ووخزا بالقلب، فأخذها أبي لطبيب القلب، وأيضا كانت النتيجة سليمة، وقد مضى عليها أسبوع وهي تعاني من ألم أسفل البطن من الجهة اليسرى، وأحيانا يصيبها غثيان وغازات بالبطن، كما أن مسألة الإخراج قليلة جدا، ومؤخرا أخبرتنا بأن لديها وخزا بالثدي، فهل ما يصيبها أعراض طبيعية للسكري أم ماذا؟
بالنسبة لي فأنا عمري ١٨ سنة، ولست متزوجة، مشكلتي أني أتوهم عند سماعي بأي مرض أني مصابة به، وأخاف كثيرا، وهذه الأيام عندما أشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي عن سرطان الثدي أصبحت أخاف كثيرا، فلدي وخز في الثدي الأيسر عندما أبحث عن الأعراض وأعلم أنه يجب أن تخرج إفرازات ودم وألم قوي أرتاح كثيرا؛ لأنه ليس لدي هذا الشيء، لكن المشكلة أن الألم والوخز في ثدي واحد فقط، وهذا يختلف، كما أن لدي حكة، ولقد خفت كثيرا، وبسبب ذلك لم أستطع التركيز على دراستي.
أرجوكم أجيبوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إرم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
السكري عند الأطفال والشباب من النوع الأول الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين؛ لأن البنكرياس لديهم لا ينتج هرمون الأنسولين والعلاج متاح الآن في صورة أنسولين طويل المفعول يتم تناوله ليلا، وهو lantus ويتم ضبط الجرعات بمعرفة الطبيب المعالج.
والنوع الثاني من الأنسولين هو السريع actrapid الذي يتم تناوله قبل الوجبات، ويمكن أخذه مرتين أو ثلاثا حسب قراءات السكر.
ويتم تدريب المريض على حقن نفسه بأقلام الأنسولين، والمهم متابعة نسبة السكر التراكمي HBA1C% على أن تظل نسبته حول 7% والسكر الصائم في الدم FBS على أن يظل حول 126 مج، ومع ضبط مستوى السكر في الدم تقل كثيرا المضاعفات التي تحدث منه.
أما الشعور بالاختناق، وألم الصدر، ونغزة القلب، وضيق التنفس، فهذه نوبات من التوتر والقلق والهلع تحدث أحيانا عند مريض السكر وعند غيره، وهذه الأعراض تحتاج إلى متابعة مع طبيب نفسي أو طبيب العائلة مع بعض الدعم الأسري في المنزل؛ لأن مريض السكر يتملل من كثرة الحقن، ويقع أحيانا في نوبات من التوتر والقلق، ولذلك يجب أن تكون المعاملة راقية في المنزل دون ضغوط نفسية، مع بعض الفسح والخرجات التي تروح عن النفس، ويجب أن يتولد شعور لدى المريض أنه لا يمثل عبئا على الأسرة وأنه محبوب من كل أفرادها.
وأوجاع البطن تحتاج إلى تناول أطعمة تحتوي على الحبوب والخضروات المطبوخة بدون توابل ولا مانع من عمل تحليل بول وبراز، وصورة دم وتحليل فيتامين (د)، وفيتامين ( B12)، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
أما بالنسبة لك شفاك الله وعافاك فلا داعي لوسوسة الأمراض والتفكير غير المنطقي في السرطان وغيره من الأمراض، مع ضرورة أن تكوني واقعية التفكير، فلا يوجد أثر دون مسير، ولا يوجد بعر دون بعير، كما قال الأعرابي قديما للدلالة على وجود الله، إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ألا تدل على العليم الخبير، بمعنى إذا وجدت بعر الإبل في طريق فاعلمي أن جملا قد سار من هذا الطريق، وإذا وجدت خطوات إنسان في صحراء فاعلمي أن رجلا قد سار من هذا الطريق، وإذا لم تجد لا هذا ولا ذاك فاعلم أنه لا جمل سار ولا رجل خطى في هذا المكان أو ذاك.
هكذا علمتنا الفطرة السليمة في البحث والتحري عن الأدلة التي تثبت وجود أمر ما أو تنفيه، والسرطان مرض ملموس وليس محسوسا، ووجود سرطان كما قلنا يؤدي إلى تكون كتلة من الأنسجة تكبر وتشوه منظر الثدي، وتحتل المكان الموجودة فيه وتبطل وظيفته، وسرطان الثدي يغير من شكل الثدي، ويكون كتلة كبيرة داخله، ويؤدي إلى خروج دم من حلمة الثدي، ويتم اكتشاف ذلك بأشعة الماموجرلام والسونار على الثدي، ولذلك إذا لم تقتنعي أنك لا تعانين من هذه الأمراض بعد هذا الكلام، فلا مانع كدليل قوي على عدم وجود السرطان من إجراء عمل أشعة ماموجرام على الثدي.
وفقك الله لما فيه الخير.