أخي يعاني الاكتئاب والقلق لفترات طويلة، فما العلاج؟

0 573

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أخي عمره 28 سنة، يعاني من مرض الهوس الاكتئابي منذ 14 سنة، نوبات اكتئاب وقلق مستمرة وتكون مدة كل منها أكثر من سنتين، ولم يعان سوى من نوبة هوس واحدة استمرت سنتين ولم تكن قوية، كان ينام 8 ساعات ولا يتصرف بتهور كبير.

الآن ومنذ 3 سنوات وهو يعاني من نوبة اكتئاب شديدة لدرجة أنه ومنذ عدة أشهر لا يتحدث سوى عن الموت -علمنا ذلك من صديقه-، ويتمناه كل صباح، المشكلة أن حفل زفافه قريب وهو لم يستفد من جميع الأدوية التي تناولها من مثبتات المزاج ومضادات الذهان -كربونات الليثيوم ولاميكتال وسيروكويل- التي وصفها له طبيبه.

هل يتوجب علينا في هذه الحالة إعطاؤه مضاد الاكتئاب؟ مع العلم أنه ومن تلقاء نفسه تناول علاج سبرالكس لعدة أشهر ولم يستفد منه أيضا، فهل يمكنه أن يتناول مضاد اكتئاب كونه لا يتعرض لنوبات الهوس إلا نادرا؟ وكيف ننقذه من الأفكار الانتحارية الشديدة؟ ولماذا أقرأ أن نوبة الاكتئاب لا تزيد عن 6 أشهر بينما نشاهد نوباته تتجاوز السنتين والثلاث؟

السؤال الأخير يتعلق بمضاد الاكتئاب أيضا، حيث اقترح عليه صديقه المصاب بنفس المرض تناول علاج يسمى (ايفكسور) فهل يقوم بتجربته؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، واهتمامك بأمر أخيك، نسأل الله له العافية ونسأل الله له على أن يتم الزواج.

أولا أخي الكريم: هذا الأخ يجب أن يكون تحت المتابعة الطبية، هذا أمر ضروري جدا، لأنه ما دام قد حدثت له نوبة هوس فهذا يعني أنه يعاني من اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ومضادات الاكتئاب يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد في مثل هذه الحالات، ليس لأنها فقط تدفع الإنسان نحو الهوس لكن قد تجعل المرض مطبقا، ويدخل الإنسان فيما يعرف بالباب الدوار حتى لو تحسن يأتيه نوبات متكررة ومتعددة، إما من الهوس البسيط الخفيف أو من الهوس المختلط مع الاكتئاب أو مع الاكتئاب الانفرادي هذا كله وارد.

لكن قطعا هنالك حاجة لتناولها في بعض الأحيان، وحالة هذا الأخ مطبقة يعني لدرجة كما ذكرت، فمن ناحية الدواء الإفيكسر لا بأس به، لكن الإفيكسر قد يدفع الناس نحو الهوس بشكل أسرع، أعتقد أن عقار زيروكسات والذي يعرف باسم باروكستين قد يكون هو الأفضل، لأنه أحد مضادات الاكتئاب التي تعمل أيضا من خلال الدبامين بجانب السيرتونين، لذا احتمالية أن يحدث هوس ضعيف جدا، والحبة 20 مليجراما ستكون كافية جدا، فهذا الأخ يمكن أن يبدأ بنصف حبة يوميا أي 10 مليجرامات لمدة أسبوع، ثم يجعلها حبة كاملة ويستمر على الدواء.

وأفضل دواء يمنع الدفع نحو الأفكار الانتحارية هو الليثيام، الليثيام أخي الكريم دواء عظيم ودواء الآن رجع الأطباء له بشكل واضح، في كل المحافل العلمية تجد الآن الحديث عن الليثيام، فالليثيام يجب أن لا يتوقف عنه الأخ، ويجب أن يتناوله حتى وإن لم يشعر بتحسن، لكنه قطعا سوف يمنع التدهور ويمنع الأفكار الانتحارية، الليثيام يجب أن يتم تناوله بالضوابط المعروفة لكم.

هنالك عقار سوليان أيضا الآن في حديث إيجابي جدا عنه، فهذا الأخ أيضا يمكن أن يدعم علاجه بالسوليان والذي يعرف باسم إيمسلبرايد حتى جرعة 200 مليجراما سوف تكون ممتازة جدا، هذا من ناحية الأدوية، ومشاوراتي وتواصلي مع طبيبه يجب أن يكون مستمرا.

هذا الأخ -أخي الكريم- سوف يقدم على الزواج والزواج مسؤولية ومسؤولية كبيرة جدا، وما دام هو مقدم على الزواج فأيضا نعتبر هذا أمر إيجابي هذا يعني أنه لم يفتقد لكل مهاراته و-إن شاء الله تعالى- الزواج يكون وسيلة تأهيلية ويخرجه من هذا الذي هو فيه، لا بد لزوجته أن تفهم طبيعة حالته حتى تساعده، وهذا لا يخل بقوامته أبدا، وهذا الأخ الآن محتاج للدفع الاجتماعي، ما أسميه بالدفع الاجتماعي أي الإكثار من التواصل الاجتماعي هذا من أكبر مزيلات الاكتئاب، بجانب ممارسة الرياضة، وقطعا الحرص على الصلاة في وقتها، والأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، وأن يكون له ورد قرآني، وهذا الأخ أي فكرة سلبية يجب أن يحقرها ولا بد أن يأخذ مبادرات، وأرجو أن تساعده في ذلك، هذه الطرق التي أراها من حيث مساعدته، و-إن شاء الله تعالى- يلتزم بذلك وتتحول أحواله ويتحسن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات