أعاني من وسواس الموت والمرض، وأرجو منكم مساعدتي.

0 160

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا جزيلا على الردود ومساعدة الناس في تشخيص حالاتهم.

قبل شهرين ونصف أجهضت في الشهر السادس بدون سبب، وتوفي الجنين بعد الولادة بساعات، وبعد أيام شعرت بألم في يدي اليسرى، وأحسست بشعور فجائي بأنني سأموت، حيث أحسست برهبة وخوف وازدادت نبضات القلب وأحسست بدوخة وعدم توازن، ولكنني أقنعت نفسي أنني بخير، ولا شيء يستحق الخوف.

بعد فترة ازدادت الوساوس والقلق من فكرة الموت، وإذا سمعت خبر وفاة شخص أحسست بأنني المقصودة لدرجة أن شعورا يقول لي بأنني سأموت تلك اللحظة، فأقنعت نفسي شيئا فشيئا أنني لا أخاف منه.

الآن أعاني من وساوس المرض، عندما قرأت أن من أعراض مرض القلب آلام الرقبة والذراع الأيسر، صرت أشعر بألم في ذراعي الأيسر والرقبة، ومغص بسيط، وتأتيني فكرة أنه مرض خطير.

فقدت طعم الأشياء من حولي، وأصبت بأرق في النوم وصداع قوي وآلام في الرقبة والكتف، وبعض الأحيان خمول في كامل الجسم، ولم أستطع التخلص من هذه الأفكار، حيث تذهب وتأتي كثيرا، قمت بفحوصات الدم وأشعة لليد والرقبة ولم يتبين شيء.

أتمنى النظر في موضوعي ومساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقول لك الحمدلله على سلامتك، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا الوليد فرطا لكما، وأعراضك التي تعانين منها هي أعراض قلق المخاوف وقطعا حادثة الإجهاض هذه وفي الشهر السادس من الحمل ليس أمرا سهلا من الناحية النفسية والجسدية، وربما يكون هو المثير أو السبب الذي أدى إلى أعراض قلق المخاوف هذه، وربما يكون أصلا لديك شيئا من الاستعداد لأعراض القلق والمخاوف، إذا الذي تعانين منه هو نوع من القلق الوسواسي البسيط، وأود أن أنبه أن الإجهاض بعد الشهر السادس من الحمل يعتبر مثل النفاس بمعنى أن هذه الفترة قد يحدث شيء من العكر المزاجي للنساء والخوف والوسوسة والقلق كل هذا قد يتأت.

أيتها الفاضلة الكريمة: يا حبذا لو تمكنت من الذهاب إلى طبيب نفسي لأنك قد تحتاجين إلى أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، عقار مثل سيرترالين أو سبرالكس لفترة 3 إلى 4 أشهر سيكون جيد جدا بالنسبة لك.

وعموما إن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب فالسيرترالين دواء سليم جدا وفي معظم الدول يصرف دون وصفة طبية، والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة أي 25 مليجراما تتناولينها ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلينها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أخرين، ثم تتوقفين عنه، الدواء غير إدماني وهذه الجرعة صغيرة جدا، حيث أن الجرعة الكلية 4 حبات في اليوم، لكنك لا تحتاجين لأكثر من هذه الجرعة الصغيرة التي أرشدناك إليها.

بقي أن تكوني إنسانة فعالة وتتجاهلي هذه الأعراض، هذا أيضا أمر مهم، تشغلين نفسك في بيتك، تتواصلين اجتماعيا، تحرصين على صلواتك في وقتها، يا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن تجدين -إن شاء الله- هنالك الأخوة الصادقة والجلوس مع الصالحات وتدارس وتدبر وتأمل القرآن، هذا -إن شاء الله تعالى- أيضا يجعلك تحسين بارتياح كبير ويزول عنك هذا الخوف، التواصل الاجتماعي مهم جدا كما ذكرت خاصة على مستوى الأسرة والأرحام، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأسأل الله لك العافية، وأن أؤكد لك أن هذه الحالة حالة نفسية وليست عضوية، وحساسيتك نحو الموت والانشغال بالفكرة الوسواسية بعد سمع خبر وفاة شخص هذا نوع من الوسوسة التي يمكن أن نتخلص منها بالتجاهل التام، الموت يجب أن نخاف منه خوفا شرعيا لكن لا نخاف منه خوفا مرضيا أبدا، وأسأل الله تعالى أن يهبك الصحة والعافية وأن يطيل عمرك في عمل الصالحات.

يا حبذا لو قمت ببعض التمارين الرياضية في داخل البيت أو رياضة المشي، هذه سوف تفيدك كثيرا وتزيل عنك هذا الخمول، تجنبي النوم النهاري، احرصي على أن يكون وقت النوم ليلا، واحرصي على أذكار النوم، حالتك -إن شاء الله- بسيطة وبإتباعك ما ذكرته لك من إرشاد وتناول الدواء الذي وصفناه -إن شاء الله تعالى- سوف ترجع أحوالك وتكون طيبة.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738)

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات