السؤال
السلام عليكم
أعاني من رائحة الفم الكريهة والمزمنة منذ الصغر، وتطورت مع العمر، وتسبب لي إحراجات كثيرة في الجامعة وبين صديقاتي عندما أتكلم، الكل يغلق فمه بسبب رائحة فمي، وأتعب نفسيا وأنعزل.
أنظف أسناني ثلاث مرات يوميا، وأستخدم الخيط السني والمسواك وأكشط لساني مرتين في اليوم، وراجعت 8 أطباء أسنان خلال السنتين الماضيتين، وأكد الجميع أن أسناني واللثة والفك كلها سليمة.
راجعت طبيب باطنية، وعملت تحليل جرثومة المعدة، وكانت النتيجة سليمة، لا أعرف سبب هذه الرائحة، ولم أجد طبيبا يصف لي علاجا لها.
أرجوكم ساعدوني، علما أني مخطوبة الآن وخطيبي بدأ ينفر مني، وصارحني بالمشكلة، أريد حلا، علما أن هناك بياضا خفيفا على لساني لا يزول مهما نظفته، لقد يأست وانعزلت عن صديقاتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحقيقة هناك نوعان من الجراثيم التي تستوطن الفم وتسبب الرائحة الكريهة.
النوع الأول (إيجابي الغرام): ويكون فوق الخط اللثوي -أي على الأسنان وفي الفم-.
النوع الثاني (سلبي الغرام): ويتوضع تحت مستوى الخط اللثوي -أي في باطن اللثة-، وهو المسؤول عن أغلب الرائحة الكريهة التي نعرفها.
هناك غازات تنتشر من هضم هذه الجراثيم للسكريات والبروتينات الموجودة مع الطعام، فالنوع الأول يتغذى غالبا على السكريات، والنوع الثاني على البروتينات، هذه الغازات تعطي رائحة مميزة لكل منها مثل: البيض المتعفن, الكرنب المتعفن, الثوم, السمك.
كل إنسان لديه مجموعة كبيرة من الجراثيم في باطن الفم وعلى اللسان والأسنان واللثة، هذه الجراثيم في حالة التوازن الصحيح لنسبة تواجد كل منها لا تعطي الرائحة الكريهة، وأما إن غلبت بعض الجراثيم المعينة فتصبح الرائحة الناتجة عنها كريهة.
على هذا فتوجه الحديث في علاج رائحة الفم الكريهة هي في محاولة تغيير نسب الجراثيم المستوطنة في الفم، بحيث نستبدل الجراثيم السيئة بجراثيم جيدة لا تصدر الروائح، وتأخذ مكانها وتمنعها من العودة والاستيطان مجددا في الفم.
إحدى هذه الطرق تكون عن طريق تعقيم الفم بالمطهر الفموي بالمضمضة بالكلورهيكزيدين, ثم بمص قرص لوزنج حاوي على جراثيم مفيدة (المكورات العقدية اللعابية K12)، التي ستستوطن في الفم وتمنع استيطان الجراثيم المفرزة للغازات ذات الرائحة الكريهة، التي تكلمت عنها سابقا، والاسم التجاري لهذا اللوزنج هو (ORAL BIOTIC BLIS 12) حيث تكرر عملية المضمضة بالمطهر ثم تمص -وليس مضغ- قرصا واحدا من اللوزنج مرتين يوميا حتى نهاية العلبة، ويجب حفظ العلبة في البراد للمحافظة على الجراثيم التي تحتويها بشكل فعال لأخذ أفضل نتيجة منها.
ثم عليك بحرمان الجراثيم الفموية من البروتينات والسكاكر باتباع حمية نباتية وقليلة السكر -تفيدك أيضا في تخفيض وزنك الزائد-، مع تنظيف الفم فور نهاية الطعام بالفرشاة وبالخيط السني والمضمضة جيدا بالماء الفاتر، مع تعمد ترك فقاعات الماء فيه أثناء المضمضة حيث تقوم هذه الفقاعات بدور ميكانيكي في الوصول للفراغات بين الأسنان واللثة وتنظيفها من بقايا الطعام.
طريقة تفريش الأسنان مهمة جدا للحصول على فم نظيف، وهي كالتالي: لا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننسى الأسنان الخلفية وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك، إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدأ من حافة اللثة واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط، وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة, كما لا بد من تنظيف اللسان -وهو مهم جدا هنا- بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية، وهو يتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم.
عليك بالتركيز على تناول اللبن (الرائب) الطازج، وبعض الأطعمة مثل: الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم، وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل.
بالطبع لا بد من فحص الأنف والجيوب الأنفية التي قد تكون هي مصدر هذه الرائحة، فعليك بمراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة لهذا الغرض.
هناك علاجات بديلة مثل:
1- استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% (نصف ليتر)، يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا) وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا ثم يتم المضمضة والغرغرة به.
2- هناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9% مع ملعقة صودا صغيرة مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%)، حيث أن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها، ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالأصبع على اللسان.
3- هناك غسول أيضا بخل التفاح وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.
4- يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم، مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمستيه في القليل من الخل، ويمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر لضمان رائحة أفضل لفمك.
أرجو سماع ردك بخصوص الاستفادة من هذا العلاج الجديد الذي ذكرته لك، مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.