السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
ابنتي بعمر عشرة أشهر، تعاني من التهاب حاد في الأذن الوسطي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ورغم العلاج ما زال الالتهاب موجودا، مشكلة ابنتي أنها وهي في عمر الثلاثة أشهر تقريبا كان عندها التهاب حاد في الحلق، فكتب لها الدكتور دواء شراب، وفي اليوم الثالث تقيأت دما، فأوقفنا الدواء، وتحسنت، والبراز سليم، وقمنا بعمل تحاليل للدم، وكل شيء سليم، ووزنها اليوم تسعة كيلوات تقريبا، وهي نشيطة، ولكن أي دواء شراب تقريبا تأخذه ترجعه، وقد يصاحب ذلك دم، لذلك لا نعطيها أي دواء شراب، ومنذ شهر ونصف تقريبا تأخذ قطرة في الأذن ومضادا حيويا على شكل حقن 250، ثم زاد الطبيب الجرعة إلى500، وكان قد وصف نوعا من الدواء الذي يشرب، بعد يومين قاءت دما قليلا فأوقفنا هذا الدواء، وبعد شهر لم يحدث تحسن.
آخر طبيب وصف قطرة ثم نوعي شراب، فأخبرناه بحالتها، فقال إن لم تأخذ هذا الدواء فلا داعي لإعطائها أي دواء آخر، فما الحل؟ علما بأنها ترضع لبنا صناعيا فقط، ولم ترضع رضاعة طبيعية، وهي الآن تأكل بجانب الرضاعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ emad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا بد أولا من معرفة سبب القيء الدموي بعد شرب الدواء، وهل يوجد أثر للدم في البراز بشكل مستمر حتى ولو لم تأخذ المضاد الحيوي عن طريق الفم؟ فعليك بمراجعة اختصاصي الأطفال، مع استشارة اختصاصي بالجراحة عند الأطفال، إذ قد يلزم التصوير الظليل للمجرى الهضمي، وقد يلزم أيضا التنظير الهضمي لكشف البلعوم الحنجري والمريء والمعدة.
أما بالنسبة لالتهاب الأذن الوسطى: فلم تذكر في سؤالك إن كان هناك مفرزات تخرج من الأذن أم أنه مجرد ألم في الأذن؟ والتشخيص جاء بناء على الفحص السريري لطبيب الأطفال.
يصعب علاج الطفلة بالحقن لفترة طويلة كالشهر الذي ذكرته, فهو كالتعذيب وغير منطقي أبدا، ولابد من حل المشكلة الهضمية بالتزامن مع علاج الأذن الوسطى بالمضادات الحيوية عن طريق الفم لفترة قد تصل لأسبوعين في الحالات الشديدة، ويمكن في حالات التهاب الأذن الوسطى المتكرر إجراء عمل جراحي باستئصال الناميات الغدية ( اللحمية ) تحت التخدير العام مع ثقب غشاء الطبل ووضع قنيات تهوية للأذن الوسطى، بحيث تأخذ الأذن تهويتها من مجرى السمع مع الحماية من الماء أثناء الحمام، هذه الجراحة تنقص بشكل ملحوظ عدد مرات التهاب الأذن الوسطى المتكرر لدى الأطفال في هذا العمر.
عليكم أيضا باتباع الإرشادات الصحية في الوضعية التي يتم فيها إرضاع الطفلة؛ حيث لا يجب أن تكون في وضعية الاستلقاء أو شبه الاستلقاء، وإنما يجب رفع الرأس جيدا بوضعية نصف الجلوس أثناء الرضاعة وبعدها بفترة كافية، حتى تتجشأ الطفلة وتخرج الغازات من بطنها؛ حيث أن الرضاعة بوضعية الاستلقاء تسهل وصول الحليب للقسم العلوي من البلعوم الأنفي، ومن هنا قد يدخل الحليب للأذن الوسطى عن طريق ( نفير أوستاشيوس الذي يؤمن تهوية الأذن الوسطى من البلعوم الأنفي) وبالتالي هذا الحليب الذي يدخل للأذن يسبب الالتهاب المتكرر فيها في معظم الحالات.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.