السؤال
السلام عليكم.
كنت أعاني من الوسواس القهري وشفيت منه، ولكن ما زلت أعاني من الرهاب، ولدي بعض المشاكل، حيث أصاب بالصداع عند المذاكرة، وأشعر بضيق شديد والرغبة في التوقف، علما أني كنت من المتفوقين، فما السبب؟ وأشعر بعدم الرغبة في الحياة، دائما فكرة الانتحار في رأسي، وقد عاهدت نفسي بأني إذا فشلت سوف أنتحر.
توقفت عن أخذ مضادات الاكتئاب منذ شهرين، حيث كنت أتناول فافرين ثم بروزاك، بالإضافة إلى بعض مضادات الذهان، ثم بدأت الآن في أخذ زولفت (لوسترال) حبة يوميا.
أرجوكم أريد حلا سريعا لمشكلتي، حياتي تتدمر، بدأ العام الدراسي منذ شهر ولا أستطيع أن أذاكر حرفا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، لا يمكن للإنسان المسلم يسمى محمد أن يعاهد نفسه على الانتحار هذا أمر بشع وفظيع، ولا يمكن للإنسان أن يتصوره أيها الفاضل الكريم، لا بد أن تضع لنفسك محاذير حول هذا الأمر، أنا أتعاطف معك جدا، لكن التهاون والحديث عن الانتحار بهذه الكيفية أمر محزن وأمر خطير، وحقيقة فالانتحار هو مآل الذين نزع الإيمان من قلوبهم وعقولهم ونستعيد بالله تعالى من ذلك، فيا أيها الفاضل الكريم أنا أقول لك: الحياة جميلة مهما كانت فيها صعوبات، وهذه الصعوبات هي تحديات وهي لتقوية بنية الإنسان الفكرية والنفسية والشعورية والجسدية.
أنا أقدر ما أنت فيه من ضيق وضجر، لكن أيضا حياتك فيها أشياء إيجابية أرجو أن تبحث عنها حتى وإن كانت صغيرة، يجب دائما أن تتذكرها، أنت في هذا العمر الجميل، حباك الله بطاقات كثيرة جدا قد تكون معطلة، قد تكون مخفية، قد تكون مضطربة لكنها موجودة وتستطيع أن تتغير، مثلا أنك لا تستطيع المذاكرة نهائيا، أنت لا تستطيع المذاكرة نهائيا لأنك لم تستشعر أهمية العمل مع احترامي الشديد لمشاعرك، فأريدك أن تستشعر أهمية العلم وعظمة العلم وسلاح العلم وقم بترتيبات بسيطة جدا، نم مبكرا استيقظ مبكرا، صل الفجر ثم ادرس لساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر يوميا ثم اذهب إلى مرفقك الدراسي، هذه البداية هذا البكور الجميل دفع قطعا سوف تجني ثمار عظيمة إذا طبقتها، لأن الإنسان حين ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا يكون هناك عملية ترميم كاملة لدماغه، وقد وجد أن الأيونات الجسدية الإيجابية دائما تفرز في فترة الصباح، هذا أمرا مثبت تماما الآن اثبتوه علماء الغرب وليس المسلمين.
فأرجو أن تستفيد من هذا الوقت الجميل وسوف تحس أنك مسترخ ولا صداع لا توتر، إنما إقبال صحيح على الحياة، بشرط أن تنام مبكرا، ولا بد أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة فيها متنفس وفيها مخرج وفيها تقوية للنفس، ويا أيها الفاضل الكريم أنت محتاج لصحبة طيبة صالحة سوف تجد من الشباب الصالحين من يؤازرك ويؤخذ بيدك، ويسدد لك -إن شاء الله تعالى- الكثير من النفع، كن بار بوالديك بر الوالدين يجعل فكرك فكرا إيجابيا ويجعل مشاعرك مشاعر لطيفة، ويجعل سلوكك سلوكا حسنا وهذا هو المبتغى الذي يريده أي إنسان، نظم وقتك، ولا بد أن ترفه عن نفسك بأي شيء، اخرج، اذهب إلى الأندية والأماكن العامة، وكما ذكرت لك مارس الرياضة، أي هواية جميلة وطيبة أرجو أن تمارسها.
وأنا أنصحك أن تتابع مع طبيب نفسي سوف تجد منه المساندة، سوف تجد منه -إن شاء الله تعالى- الكثير من الأمور التي توجهك التوجه الصحيح في حياتك، الزوالفت دواء رائع ورائع جدا وفاعل جدا، ربما ينصحك الطبيب حين تقابله لأن ترفع الجرعة إلى حبتين ليلا أي 100 مليجرام لأن هذه هي الجرعة العلاجية الوسطية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.