السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بكم وجعل عملكم خالصا لوجهه.
وسؤالي هو كيفية التفرقة بين حساسية الجيوب الأنفية والتهابها المزمن، بمعنى كيف أعرف إذا كان سبب الالتهاب هو الحساسية أو غيره؟
وسؤالي الآخر هو: إن رائحة الفم الكريهة الغير نفاذة (بحيث لا يشمها من على بعد أكثر من 30سم) لشخص مصاب بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن هل يكون هذا الالتهاب هو سبب هذه الرائحة؟ وما سببب الإفرازت النازلة من الأنف، مع العلم أن هذه الإفرازات تكون بدون رائحة، أما إذا نزلت إلى الحلق وأخرجت من الفلم تكون لها رائحة سيئة، ولكن غير نفاذة.
ملحوظة: الإفرازات النازلة على الحلق بيضاء دائما، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحساسية هي بحد ذاتها نوع من أنواع الالتهاب المزمن، تتمثل بتنشيط الخلايا المناعية للجسم تجاه عوامل الجو المحيطة من غبار وعطور ومواد نباتية أو حيوانية عديدة جدا، وتغيير في عوامل الجو الفيزيائية أو الرطوبة والجفاف ...إلخ.
ليس المهم التفريق بينهما وإنما فهم آلية حدوث التهاب الجيوب الأنفية، والتي هي في معظم الحالات تنشأ من انسداد فتحة الجيب انسدادا جزئيا أو تاما بما يمنع تصريف المنتجات المخاطية من الجيب باتجاه الأنف فالبلعوم، وهذا يؤدي لتجمع المفرزات المخاطية في الجيب ويحدث بعدها الالتهاب الذي قد يتطور إلى التهاب جرثومي بتحول الجراثيم المتعايشة في البشرة التنفسية للأنف والجيوب إلى جراثيم ممرضة، سبب الإنسداد في فتحات الجيوب على الأغلب تحسسي يؤدي لضخامة في القرينات الأنفية، أو انحراف في حاجز الأنف أو البوليبات الأنفية واللاج بحسب السبب.
بالنسبة لرائحة الفم؛ فبالطبع من أسبابها التهاب الجيوب الأنفية، والمفترض أن علاج هذه الجيوب الأنفية يحسن حالة رائحة الفم بشكل ملحوظ في هذه الحالة.
الإفرازات التي تنزل من الأنف للبلعوم سببها على الأغلب التهاب الأنف التحسسي المزمن، وهذا الإلتهاب يؤدي لزيادة إفراز المخاط من الأنف ونزوله بالمجرى الطبيعي للخلف باتجاه البلعوم، وأما أن يكون المخاط من الأنف بلا رائحة ويصبح برائحة في البلعوم، فهذا محض تخيل شخصي وليس علميا، حيث أنه من المفترض أن يكون بنفس الرائحة، ولكن هنا قد تكون المشكلة في الفم نفسه والذي تتسبب الجراثيم الموجودة فيه بالرائحة الكريهة للنفس.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.