أشعر بالخوف والقلق عند زيارة طبيب الأسنان.

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أذكر نفسي وإياكم بقول المصطفى صلوات وربي وسلامه عليه: (من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وقوله (والله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه)، فطوبى لكم هذا الفضل والأجر، فكم من كربة فرجتموها بعلمكم وتعاونكم، وكم من خائف ومترقب أعنتموه ووجهتموه!

أنا شاب، أبلغ من العمر 28 عاما، وأعاني منذ طفولتي من ضعف الأسنان، وكثرت مراجعاتي لعيادات الأسنان؛ مما ولد في نفسي خوفا وقلقا وتوجسا من هذه العيادات, وأصبحت لا أزورها إلا إذا اضطررت جدا, وأزورها خائفا منها ولا يطمئن قلبي بها أبدا.

ونتيجة لضعف الأسنان ولخوفي الذي تسبب بشكل أو بآخر لإهمالي فقد تدهورت صحة الأسنان جدا، وأرغب في علاجها ومعالجتها.

سؤالي عن التخدير الكامل هل أجد به ضالتي؟ وهل أستطيع بعد توفيق الله لي أن أنهي معاناتي من خلاله؟ أريد نصائح كاملة واطلاع على الموضوع من خلالكم, وأرجو أن أجد في جوابكم الدواء والشفاء الكافي.

ولكم كل التحية والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.

من الشائع عند الكثير من الأشخاص الخوف من طبيب الأسنان بسبب السلوك الخاطئ، والشعور بالألم المتولد عند الشخص منذ الطفولة عند أول زيارة لطبيب الأسنان، أو بسبب سلوكيات الأهل الخاطئة، وإخافة الأولاد من طبيب الأسنان، ومن حقنة تخدير الأسنان؛ لذلك نرى الكثير من الأهل يلجؤون إلى التخدير العام لعلاج أسنان الأطفال، وكان من الأجدر بناء جسور الثقة بين الطبيب والمريض، ونزع الشعور بالخوف من الطبيب وهي مسؤولية الطبيب المعالج.

أما بالنسبة لعلاج الأسنان تحت التخدير العام؛ فهو أمر نلجأ له عند الأطفال فقط في حال صعوبة تكييف الطفل لعلاج الأسنان ضمن العيادة، وفي حال ضرورة إجراء العلاج عند الأطفال لأسباب تتعلق بالألم والإنتانات وأسباب وقائية، ويكون العلاج هو إجراء تسكيني ترميمي سريع من الممكن أن يتم بجلسة واحدة كون هذه الأسنان المعالجة أسنانا مؤقتة وسوف تستبدل بأسنان دائمة، وحيث إن طبيعة علاج أسنان الأطفال تختلف عن علاج أسنان البالغين، وأن علاج الأسنان عند البالغين تحتاج لفترة أطول، وإجراء فحوصات شعاعية مرافقة للعلاج، وعمل يجب أن ينجز عند مختبر الأسنان؛ لذلك في كثير من الحالات لا يفضل إجراء علاج الأسنان عند البالغين تحت التخدير العام إلا في حالات مرضى التخلف العقلي، أو في حال الإصابات الرضية الشديدة، أو في حالات الاختلاطات الجراحية المرافقة لخلع الأسنان، ويكون العلاج غالبا تسكينيا وسريعا كالخلع أو الجراحة الفموية، وفيما سواها يجب إجراء العلاج السني ضمن العيادة لما يحتاجه من وقت أطول ودقة أكثر بالعمل.

أخي الكريم، لقد تطورت أساليب العلاج عند طبيب الأسنان وأصبح الشعور بالألم أمرا غير وارد في سياق العلاج السني الترميمي أو الجراحي وبعد إجراء التخدير الجيد بأساليب حديثة، ويجب عليك مراجعة الطبيب، وإعطاء الثقة الكاملة للطبيب المعالج، وتنبيه الطبيب لأي شعور بألم ولو بسيط؛ ليتم السيطرة عليه وإكمال العلاج، ولا مانع من أن تكون الزيارات لفترة قصيرة، والبدء بالتصوير الشعاعي، وتنظيف الأسنان، ومناقشة خطة العلاج مع طبيبك؛ وستشعر بعد ذلك بكسر حاجز الخوف عند الطبيب، وستستمر معه -بإذن الله-، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب والزيارات الدورية بمواعيدها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.

مواد ذات صلة

الاستشارات