السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة متزوجة، وعندي ولدين، بعد ولادتي بأشهر أصبت بحالة من التوتر والقلق الشديد، وأشعر بأنني سأموت قريبا، أصبحت لا أنام الليل حتى تحسنت حالتي قليلا، ولكنني تدهورت فيما بعد، وصرت أخاف على نفسي من أي مرض، حتى من الزكام.
منذ شهر ونصف عانيت من التهاب الغدد اللمفاوية في الرقبة، وخفت كثيرا، ولكنني أرهقت زوجي بسبب الخوف من أن تكون خلايا سرطانية، وبعدها ذهبت إلى الطبيب، وأخبرني بأنه انتفاخ عادي ناتج من التهاب تحسسي، وفعلا اختفى الانتفاخ منذ فترة.
وبعد التهاب الغدد ظهرت لي كتلة هواء أشعر بها في الحلق، نغصت علي عيشتي، وأيضا رجحت بأن تكون سرطانا في المريء، ولكنها اختفت الآن -الحمد لله-.
وحاليا أعاني من صداع خفيف لا يفارقني منذ الصباح إلى المساء، وكأنه طوق يطوق رأسي، ولا يذهب بالمسكنات ولا الراحة.
وأيضا أعاني من الآلام تحت الإبطين وفي الصدر والظهر من الأعلى، وخائفة جدا من السرطان في الدماغ أو الرئة، مع العلم أنا أدخن منذ أربع سنوات، من ثلاث إلى خمس سجائر في اليوم لا أكثر، وأحيانا أقل.
ساعدوني فأنا تعبت وأنهكني التفكير، وأتعبت كل من حولي، وزوجي بشكل خاص، فالكل يعاني من كلامي ووساوسي حول المرض.
وشكرا لكم من قلبي على الموقع المريح والداعم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اكتئاب ما بعد الولادة منتشر بصورة كبيرة، ويقال أن 10% من النساء يصبن باكتئاب بعد الولادة إما مباشرة، أو بعد عدة أسابيع، ويكون درجته متوسطة إلى شديدة، ويتطلب التدخل الطبي.
الشيء الآخر: دائما اكتئاب ما بعد الولادة مثله مثل الاكتئابات الأخرى، يكون به الكثير من أعراض القلق والتوتر والخوف من الأمراض، أو الخوف من أن تكوني مصابة بمرض خبيث أو مرض شديد، وهو من أعراض القلق والاكتئاب النفسي.
أنصحك -أختي الكريمة- بمقابلة طبيب نفسي ليقوم بالتشخيص النهائي من خلال المقابلة المباشرة، ومن خلال أخذ تاريخ مرضي مفصل، وبعده سوف يقوم بوضع خطة علاجية، إما علاجا دوائيا، أو علاجا نفسيا، وهناك الآن كثير من الأدوية الآمنة التي تعالج الاكتئاب والقلق، ويمكن معها حتى الرضاعة، فهي غير مضرة للطفل، وكل هذا سوف يشرحه لك الطبيب النفسي الذي ستقومين بمقابلته.
أما بخصوص التدخين: فأنصحك بترك التدخين مباشرة، ليس العبرة بعدد السجائر، ولكن العبرة الاستمرار في التدخين يؤدي بالمرأة -خاصة الحامل- يضر بها ويضر بالجنين، وأضراره لا تعد، وليس له فوائد على الإطلاق، بل ضار جدا بالصحة.
أنصحك بأن تتوقفي عن التدخين، وهناك أشياء أخرى كثيرة يمكن أن تساعدك في التوقف عن التدخين، مثل بدائل النيكوتين، أو دواء الجامبكس، أو أحيانا قد تنجحين في تركه بدون أي علاج.
وفقك الله وسدد خطاك.