السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أعاني من قلق وتوتر مستمر منذ سنوات، فعند مقابلة الناس الجدد، أو الأقارب في أكثر الأحيان، أو بعض المناسبات الكبيرة، أو عند الذهاب للجامعة أشعر بالقلق والتوتر لدرجة الغثيان، بسبب ذلك أصبحت أتجنب الأكل مع الناس، خوفا من الاستفراغ.
كما أعاني من رائحة فم كريهة، وأشعر بحرارة في جسمي دون سبب، وضعف شهية للأكل، وبعض المرات تنميل في الأطراف، هذا الوضع أزعجني جدا، وسبب لي تدهورا في حياتي، فأصبحت أتجنب الذهاب للأقارب والجامعة، وفي القاعة لا أركز.
قرأت كثيرا عن دواء اسمه سبرالكس للقلق والتوتر، نتائجه ممتازة لغالبية الناس، وأقلهم ضررا، هذا الدواء استعملته قبل 5 أيام، أول أربعة أيام بجرعة 10 جرامات، أحسست بتحسن طفيف، مع صعوبة في النوم وتعرق خفيف، وفي اليوم الخامس رفعت الجرعة إلى 20 دون تغير، وشعرت بكتمة وارتعاش وتعرق غزير في الجسم، وأرق وانسداد للشهية، فتركت الدواء في اليوم التالي، فما نصحكم لحالتي، وهل من آثار انسحابية من الدواء؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fares حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من رهاب اجتماعي وبعض أعراض القلق والتوتر، ولكن المشكلة الرئيسية هي القلق الاجتماعي، أو الرهاب الاجتماعي.
دواء السبرالكس -أخي الكريم- فعال في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن طريقة تناوله: تبدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الأكل، بعد الغداء، لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة لمدة شهر ونصف إلى شهرين، إذ لا يمكن الحكم على أنك استفدت من هذه الجرعة قبل مرور شهر ونصف إلى شهرين، ثم بعد ذلك إذا كانت الاستفادة غير كاملة (جزئيا) يمكن زيادة الجرعة إلى 15 مليجرام، ثم بعد أسبوعين آخرين ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما.
أي: أنت استعجلت -أخي الكريم- في زيادة الجرعة في وقت مبكر جدا، إذ أن العلاج لم يأخذ وقته الكافي ليعمل، ومعروف أن الآثار الجانبية تظهر في الفترة الأولى قبل أن يبدأ العلاج عمله، ولذلك الممارسات الطبية المعروفة عندنا أننا نبدأ بجرعة صغيرة لتجنب الآثار الجانبية للدواء، ولأن الدواء يحتاج لفترة حتى يعمل وتظهر فائدته.
فكونك رفعت جرعة الدواء بهذه الجرعة الكبيرة في هذه الفترة القصيرة ضاعفت الآثار الجانبية، ولم تجني فائدة تذكر من الدواء، فعليك الرجوع إليه بالطريقة التي ذكرتها لك، -وإن شاء الله- يحصل التحسن والفائدة.
وفقك الله، وسدد خطاك.