السؤال
السلام عليكم
أعاني من الخوف من المستقبل، وتوقع الأسوأ، وحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار، ودائم التفكير دون جدوى، وشتات ذهني، علما أني تعرضت لوسواس قهري والشك بالإيمان، وهناك من نصحني بأخذ علاج كيميائي، وأنا قررت أن لا أترك الصلاة، ومع الأيام ستزول تلك الوساوس، والحمد لله لم تعد تزعجني تلك الوساوس، وقلت بشكل كبير.
الذي ما زلت أعاني منه الخوف من المستقبل، وأتوقع الأسوأ في كل شيء، حتى في كيفية زواجي واختياري للزوجة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
من الجميل أنك سعيت للتخلص من الوساوس، ومن الشكوك المصاحبة لها، والتحسن واضح في حالتك، ما تبقى لديك من توقع للأسوأ هو نوع من القلق المستقبلي، ولا شك أن الوسواس يلعب دورا أيضا في هذا النوع من التكوين الفكري النفسي.
أنصحك بتناول العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي مهم جدا، والحمد لله تعالى توجد أدوية نافعة وسليمة، لا شك أن اضطراب كيمياء الدماغ هو أحد أسباب الوسواس، هذا الكلام قد أثبت دون أي شك أو جدال حوله، والوساوس تعالج من خلال العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي.
أنت الحمد لله تعالى متبع تماما متطلبات العلاج الإسلامي، وعلى رأسها الصلاة في وقتها، والعلاج السلوكي يتكون من تحقير الأفكار، ومواجتها، وعدم الانصياع لها، وعدم تحليلها، أو تشريحها، وصرف الانتباه عنها.
العلاج الاجتماعي يتطلب المزيد من التواصل الاجتماعي، وأن تكون هنالك أنشطة رياضية وثقافية، وألا تدع مجالا للفراغ الذهني أو الزمني، والمكون الرابع - كما ذكرنا - هو العلاج الدوائي، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.
أرجو - أخي الكريم - أن تذهب وتقابل الطبيب حتى تقتنع أكثر بجدوى العلاج الدوائي، حتى القلق التوقعي هذا وتوقع ما هو أسوأ هو ناتج من الوساوس، وأنت -إن شاء الله تعالى- مقدم على الزواج، وهذا أمر طيب، وحتى تقضي على هذه الأفكار السلبية أنا أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس مثل الزولفت أو البروزاك، وكلها فاعلة وكلها سليمة وغير إدمانية، ولا تؤثر على الهرمونات الذكورية.
إذا اذهب وقابل الطبيب، هذا سوف يحسن تماما من قناعتك بتناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.