التقيؤ الذي أشعر به هل هو مرض نفسي أم جسدي؟

0 108

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت معي الحالة في سن 16 سنة، والتي تتمثل في أوجاع البطن، ورغبة في الاستفراغ ولكن بدون استفراغ، وعند الذهاب إلى الدراسة كانت تشتد بي الأوجاع والرغبة في التقيؤ فأعود إلى المنزل وهكذا أشعر بالراحة، ويعد القيام بالتحاليل والمنظار اتضح أنني أعاني من القولون العصبي، وأظن أن أسبابه هي سرعة انفعالي ومأكولات الشوارع، ولكن -والحمد لله- تغلبت على الأوجاع وتعايشت معها.

الآن بعد 4 سنوات أصبحت أخاف أن أتقيأ، ودائما ما يشغلني هو ماذا لو ذهبت إلى مكان ما وتقيأت خاصة بعد الأكل، وعندما أركب الباص أشعر بأوجاع في المعدة ويشتد بي الخوف، وأتخيل نفسي أتقيأ سواء في الإدارات، وفي القسم وفي المطار، ويراودني هذا الشعور عند الإحساس بالخطر والخوف الشديد، وعندما أرى أشخاصا يتشاجرون، وعندما أرى شخصا قادما تجاهي ظنا بأنه سيقوم بمحاولة سلبي أو التشاجر معي.

وعندما أذهب إلى مناسبة، لا أتناول شيئا حتى لا أستفرغ، وأكتفي بأن أمضغ العلكة طوال فترة العرس، وأكون قلقا ومتوترا.

لم أعد أستطيع التحمل خاصة الخوف من أن أتقيأ، مع وجود مشاكل في النوم وشعور باليأس والإحباط، ما الحل؟ فهل هو القولون أم ماذا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ zack حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ولدي العزيز، أنت تعاني من مرض من نوع خاص، وهو مرض الخوف من القيء (Fear of Vomiting أو Emetophobia) وهو أحد أصناف مرض الخوف من الأمراض (phobia)، وقد يرتبط ذلك في عقلك الباطن بتجربة قيء سيئة في الماضي تركت لديك أثرا جعلتك تخاف من القيء، وتطور هذا الخوف إلى خوف مرضي.

ويختلف الرهاب أو (phobia) عن الخوف الطبيعي بأن ما يثير الرهاب كالغثيان والقيء هو خوف مفرط وغير مبرر، ويتولد لديك شعور سلبي تجاه القيء، مع العلم أن المصاب بهذا النوع من الرهاب قد لا يتقيأ مثل أقرانه من الأصحاء، أو لا يتقيأ أبدا، وإنما لديه خوف من القيء، وإن قائمة الطعام لديك مليئة بالأصناف المحظورة التي ربما أدت إلى القيء في الطفولة، كذلك فإن هناك أماكن مرتبطة في ذهنك بالقيء، ولذلك تتجنب الدخول إلى تلك الأماكن.

وطرق العلاج تبدأ بمعرفة حالتك المرضية ويسمى ذلك (cognitive-behavioral therapy)، أو العلاج المعرفي، ويحتاج الأمر إلى زيارة طبيب استشاري نفسي لمعرفة المزيد عن المرض.

الأمر الآخر المفيد هو ضرورة التعرض للمواقف والأطعمة التي تظن أنها قد تؤدي إلى القيء وعدم الهرب أو الخوف منها ويسمى ذلك بـ (exposure)، ومن ذلك شم المواد والأطعمة التي قد تؤدي إلى القيء، ومشاهدة فيديوهات وصور لأناس يتقيؤون والبصق في الحمام والجلوس في الكرسي الخلفي للسيارة، وتناول الطعام في المطاعم المزدحمة والمأهولة بالناس، والدوران حول كرسي عدة دورات متتالية، وتكرار ذكر كلمة القيء والغثيان من خلال قراءة وسماع منشور عن القيء وهكذا، كل تلك الأمور تؤدي سحب ذلك الخوف المرضي من عقلك الباطن، ولكن المهم هو زيارة طبيب نفسي للمتابعة، وقد يصف لك بعض الأدوية التي تعالج مرض الخوف المرضي أو الفوبيا.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات