مدى الحاجة إلى معالجة البهاق

0 455

السؤال

أخي يعاني من مرض البهاق فما هو العلاج، علما أنه يذهب إلى المستشفى ليعرض أماكن المرض لجهاز يفرز أشعة مع استخدام أحد الأدوية قبل الذهاب. أسرعوا في الرد بارك الله فيكم .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: أود أن أقول: إن ما يهمنا هو عمر المريض وليس عمر السائل، فقد يكون أخوك طفلا صغيرا تختلف معه معايير الدواء والعلاج للبهاق، أيضا قد يكون أكبر منك، وعندها لا بأس من استعمال الأشعة كما تقول.

والبهاق -كما تعلم أخي الكريم- مرض جلدي وراثي مناعي، يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة، وهو مرض غير معد (أي لا ينتقل بالتلامس).

أما ما قيل في علاج البهاق فهو:

1- الهدف من العلاج هو اجتماعي تجميلي وليس ضرورة طبية، إلا إذا كان على الأماكن المكشوفة، والمريض يعمل متعرضا للشمس لفترات النهار الطويلة.

2- عند أصحاب البشرة شديدة البياض (ولم تذكر ما لون بشرته) قد لا يظهر المرض، وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛ حتى يخف اسمرار الجلد المكتسب، فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين (وهذا ما يتبع في البلاد الأوربية نظرا لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي).

3- عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد ينصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الأسواق التخصصية ما يناسب لون البشرات المتفاوت (وهذا يعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجا، كما أنه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم)، مثل الكوفر مارك والدرم بليند .

4- بعض الحالات الموضعة تحتاج وتستجيب للمراهم الكورتيزونية الموضعية أو الحقن الموضعي (تحت إشراف طبيب) وقد تستطب الكورتيزونات الفموية، أو عن طريق الحقن في بعض البروتوكولات الخاصة وفق استطبابات خاصة.

5- أما العلاج بالمحسسات الضيائية الموضعية أو الجهازية، مثل ما يفعل أخوك (وهذا يحتاج إلى إشراف طبيب) فهي شديدة الفاعلية، ولكن لها مضاعفات كالحرق إن لم تستعمل بخبرة كافية من الطبيب المعالج، أو باتباع صحيح للتعليمات من قبل المريض الذي يتعالج، كما وأنه من الضروري لبس النظارة الواقية من الأشعة فوق البنفسجية 100% لكل من الزمرة ( ا) و(ب ) لمدة 24 ساعة بعد الجلسة؛ وذلك لاحتمال بقاء الدواء في العين لمدة 24 ساعة على شكل مذاب، ولكنه لو تعرض لأشعة الشمس المباشرة أو الأشعة فوق البنفسجية لترسب خلال سنوات، وقد يؤدي على المدى البعيد إلى تشكل الساد أو الكاتاراكت، ولكن العلاج الأحدث هو الليزو من نوع إيكسايمر أو التيرالايت إن كانت المناطق المصابة محدودة ومحصورة، وهناك النارو باند 311 التي هي متوفرة ورخيصة، ولا تحتاج حبوب قبلها، وهي بالتدريج تأخذ مكان الأشعة التي تحتاج حبوب.

6- العلاج الجراحي وله أشكال عديدة، كالطعوم الذاتية الصغيرة، وزراعة الخلايا الملونة وحقنها، والطعوم الجلدية على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستورة في نفس المريض إلى الأماكن المكشوفة (تحتاج مراكز خاصة وتسهيلات جراحية تجميلية).

7- بعض المرضى قد يستفيد على الفيتامينات إن كان عنده نقص (خاصة ب12، وحمض الفوليك، وكذلك فيامين ث).

8- العامل النفسي وتأثيره على المرض يجب ألا يهمل.

9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونية خاصة الدرق.

10- في حال فشل كل ما سبق، وانتشار المرض إلى درجة أن أغلب الجلد أصبح أبيضا، عندها يستعمل التبييض، ولكنه عملية غير عكوسة، أي تخرب الخلايا الملونة للجلد إلى غير رجعة، ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة في المناطق الاستوائية؛ لأن اللون يحمي المريض من الأشعة الشمسية الحارقة لأصحاب البشرة البيضاء، ولا تستعمل هذه الطريقة إلا تحت إشراف طبي، وعلى مسئولية الطبيب المعالج.

11- وأخيرا: علينا ألا ننسى الرضا، والدعاء، والصبر، والتوكل على الله، فهو أول وآخر الأدوية، والله هو الشافي (وإذا مرضت فهو يشفين) وعلينا أن نجمل في طلب التحسن، وأن يكون ذهابنا إلى الطبيب هو من باب الأخذ بالأسباب وليس من باب الواجب الأكيد الذي يعاقب تاركه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات