السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أم لطفلين وحامل في الشهر الثالث، أعاني من ضيقة وقلق وبكاء هذه الأيام على غير عادتي، مع وجود وساوس بخصوص النظافة وانتقال الأمراض المعدية لي ولأسرتي، حتى تأثرت حياتي بهذه المخاوف، وأخاف من الدم، ومن من يعانون من أمراض معدية، تركت عملي وهو طبيبة وبت أخاف جدا حتى من الخروج من المنزل، وزادت معاناتي عمل زوجي الذي يطول غيابه بالأسبوعين.
سؤالي للدكتور محمد عبد العليم: ما الذي يحدث معي؟ وهل هناك علاج أستطيع البدء فيه من الآن ولا يؤثر على الجنين؟ وهل هناك أمل أن أشفى مما أنا فيه؟ لأني أحيانا أحس أنني سوف أفقد عقلي، رغم علمي أنا لا شيء مما يدور في داخلي صحيح، ولكني لا أستطيع المقاومة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mohd ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أيتها الأخت الكريمة - في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أنت تعانين من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، وقلق المخاوف في حالتك مركب ومتشابك ومتداخل، لكنه ليس من النوع الشديد أو المطبق، هو من خفيف إلى متوسط، لكنه متعدد الجوانب والمحتويات - كما ذكرت - وهذا ليس مستغربا أبدا، فالمخاوف وكذلك الوساوس والقلق يوجد بينها رابط كبير جدا، وقد ينتج عنها شيء من عسر المزاج الثانوي.
أبشرك أن الأدوية تعالج وتعالج بصورة ممتازة جدا، وبما أنك الآن حامل في الشهر الثالث لابد أن نراعي سلامة الجنين كما تفضلت، وعليه سيكون عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) هو الأفضل وهو الأسلم، حيث قد أعطي البراءة التامة فيما يتعلق بسلامته أثناء الحمل.
ويمكنك أن تبدئي بكبسولة واحدة - أي عشرون مليجراما - يوميا، وبعد أن تكملي الشهر الرابع من الحمل اجعليها كبسولتين في اليوم؛ لأن جرعة الكبسولة لن تكون جرعة معالجة، إنما هي الجرعة التمهيدية أو الجرعة البداية، وجرعة الأربعين مليجراما (كبسولتين) في اليوم، أعتقد أنها الجرعة الصحيحة، وهي الجرعة الفاعلة بالنسبة لك.
استمري على هذه الجرعة حتى الشهر الثامن من الحمل، وبعد ذلك خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم، -وإن شاء الله تعالى- بعد الولادة يمكن التوقف عنها، حتى تتمكني من إرضاع الطفل، وإذا كان لابد من إرضاع الطفل وعاودتك الأعراض - لا قدر الله - فهنا أقول لك أن عقار (زيروكسات) سيكون هو الأسلم في أثناء الرضاعة.
فالحمد لله تعالى الحلول متوفرة وموجودة، والأمر في غاية السهولة -إن شاء الله تعالى-، وأريدك أن تكوني إيجابية في تفكيرك وفي مشاعرك، حياتك فيها أشياء طيبة كثيرة ولا شك في ذلك، إذا الدفع الفكري والإصرار على التغير والتحسن وتحقير الخوف والوسوسة هو مبدأ علاج رصين يجب أن تتمسكي به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.