العناد وسيلة لإثبات الذات عند الأطفال

1 551

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عندي طفل عمره ثلاث سنوات فهو إذا أراد شيئا أعطيه له فأحيانا أكون مشغولة فأقول له: انتظر قليلا ولكنه لا يرد ويذهب بنفسه ليحضره فأحيانا يكون بعيدا عنه أو من ورائه أذى ولكنه لا يسمع ما أقول له، وكذلك عندما أقول له كلمة يرجعها لي، وكذلك يمد يده علي في البيت وأمام الناس، وحاولت معه مرارا أن ذلك عيب ولكنه عندما يصرخ ويعصب لا يستجيب ويضرب، أفيدوني ماذا أصنع معه فقد تعبت معه وأكون محرجة أمام الناس يعتقدون أنه ولد غير مؤدب أو أنني لم أحسن تربيته. وجزاكم الله خيرا.

المشكلة الثانية:
أن طفلتي التي عمرها سبعة أشهر تمص أصبعها في حالة الجوع أو إذا أرادت أن تنام، وحاولت معها كثيرا حتى تنزع أصبعها ولكنها ترجعه فورا، وأنا أخاف أن تصبح عندها عادة وأيضا سمعت أنها تؤثر على موضع الأسنان، أفيدوني ماذا أعمل معها وجزاكم الله خيرا .

وأحيانا تصرخ وتبكي كثيرا وأحاول معها لتسكت ولكن لا تتوقف وعندما تكون نفسيتي ليست جيدة أتضايق من بكائها بصوت عال ومزعج وأقوم بالصراخ عليها ,فهل لهذا تأثير عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي أن العناد وسيلة لإثبات الذات وتحدي البيئة ومن يحيطون بالطفل، ويمكن القول بأن الطفل الذي لا يمر بمرحلة يثبت فيها شخصيته طفل غير سوي، حيث إن ذلك يساعده على اكتشاف نفسه وأنه شخص له كيان وذات مستقلة عن الكبار، كما يثبت أنه ذو إرادة مستقلة غير إرادة الكبار وهذا الاكتشاف يكسبه صفات الفردية والشجاعة والاستقلال عن الآخرين، وخاصة من هم أقرب منه.

ولكن أريد أن أطمئنك -أختي الفاضلة- أن هذا الأمر لا يدوم مع الطفل السوي فبمرور الوقت يكتشف الطفل أن العناد والتحدي والعصبية والنرفزة وحب التملك وكل هذه السلوكيات التي تصدر من الطفل في هذه المرحلة لا تعتبر لديه طريقا سويا لتحقيق مطالبه، وأن الأخذ والعطاء يحققان له الرضا عن ذاته ورضا من هم حوله فيتعلم عادات سوية اجتماعية، ولكن هذا يتطلب منك الصبر والتعاون والتفهم لنفسية الطفل.

ويجب أن تعرفي أن سبب العناد قد يعود إلى البيئة المحيطة بالطفل وخاصة الوالدين، فإذا كانت الأم عصبية فلا شك سيخرج من هذه البيئة طفل عنيد، وقد تلجأ إلى الصراخ والعويل وقد تقوم بضرب طفلها، وهذا بسبب المشاكل الأسرية القائمة.

كذلك لا ننسى الأمر والنهي الشديدين مع الطفل وفرض قيود مشددة على الطفل فيصبح البيت عبارة عن ثكنة عسكرية: لا تلعب، لا تلمس، لا تفعل، فالطفل هنا يريد أن يقوم بهذه السلوكيات عنادا.

كذلك الطفل يريد أن يؤكد ذاته ويريد أن يسمع له صوت فإذا همش يلجأ إلى العناد والتمرد. إذا أردت طفلك أن يبتعد عن العناد ويسمع كلامك وتوجيهاتك:
1- لابد من المرونة، وتدريبه على التعاون.

2- ساعديه على إثبات ذاته بالاستجابة لبعض طلباته ما دامت معقولة وفي متناول اليد.

3- حافظي على الهدوء والاتزان بقدر الإمكان أثناء عناد الطفل أو غضبه.

4- لا يصح أن تناقشي طفلك وما يتعلق بمشاكله أمام طفل آخر أو أمام الضيوف فهذا تشهير بالصغير وإهانة له.

5- الحرص على أن يسود المنزل جو من التعاون والتسامح وحاولي أن تخففي من أساليب القسوة على طفلك.

أما بالنسبة لمشكلة طفلتك ومص إصبعها فهذه قد تكون لأسباب منها:
1- تعرض طفلتك لمواقف الغيرة أو الشدة أو الحرمان.
2- عدم تحقيق رغبات طفلتك أو عند محاولتها حل مشكلة صعبة.
3- عدم رغبة طفلتك في النوم.
4- بدء ظهور الأسنان وتعرض طفلتك للجوع والتعب والخجل والانزعاج والقلق النفسي.

ولعلاج هذه المشكلة يجب عليك:
1- معرفة مدى تحقيق حاجات طفلتك الأولية.
2- محاولة الكشف عن طفلتك من الناحية الجسمانية والتي قد تساعد على وجود هذه الحالة.
3- محاولة وضع صبغة المر على أصابع طفلتك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات