أعاني من الرهاب الاجتماعي في قاعات الدراسة والمحاضرات في الجامعة، كيف أتخلص من ذلك؟

0 134

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعاني من الرهاب الاجتماعي في قاعات الدراسة والمحاضرات في الجامعة، وأثناء الحديث بالهاتف، وعند التحدث مع الغرباء، نصحني أحد المختصين في هذا الموقع المبارك بتناول زولفت
وكانت الخطة كالآتي:

نصف حبة لمدة عشرة أيام، وحبة لمدة شهر، وحبتين لمدة أربعة أشهر، وحبة لمدة أربعة أشهر ونصف، وحبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء، فبدأت بالعلاج ورفعت الحبة في اليوم، لكنني أشعر لست على ما يرام، فهل لهذا الدواء أي تأثير جانبي؟

يتعكر مزاجي وخاصة في الصباح، وأشعر بضيق الصدر، ولا زال الرهاب والخوف موجود، هل هذه الآثار طبيعية أم لا، وهل أستمر في تناول الدواء، ومتى تظهر فعاليته؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى.

أخي الكريم: الرهاب الاجتماعي لا يعالج فقط من خلال تناول الدواء، الدواء نعم يساعد كثيرا ويجعل الإنسان في حالة استرخائية طيبة، ويحسن لديه الدافعية للمواجهة، لكن لا بد أن يكون هنالك علاج سلوكي معرفي يعتمد على تحقير فكرة الخوف، وإقحام النفس فيما لا تريد من حيث المواجهات، والتأكد فكريا أنه لن يصيبك مكروه، والقيام بالواجبات الاجتماعية مهما كانت المشاعر.

أخي الكريم: هذا الذي سبق هو العلاج الأساسي، فاحرص على ذلك، وقطعا التطبيقات السلوكية تنشط من فعالية الدواء، والدواء يساعد في تسهيل تطبيق العلاج السلوكي، فإذا هنالك منفعة متبادلة ما بين تناول الدواء وتطبيق العلاج السلوكي، فاحرص على ذلك.

لا شك أن الزولفت هو أفضل دواء لعلاج المخاوف الاجتماعية، وأنت -يا أخي الكريم- في بدايات العلاج الآن، فلا تحكم على الدواء سلبيا أبدا، التأثيرات الجانبية البسيطة قد تحصل في بعض الأحيان، بعض الناس قد يصابون بشيء من القلق، وإن كان الدواء دواء سليما جدا، لكن بعد ذلك في حدود أربعة إلى ستة أسابيع تستقر الأمور تماما ويجني الإنسان فائدة الدواء.

أنا أنصحك بأن تصبر على الدواء، وتطبق العلاجات السلوكية، لكن في ظرف شهر من الآن إذا لم تتحسن تحسنا نسبيا فيجب أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وذلك لسببين: للتأكيد من التشخيص -هذا مهم جدا-.

والأمر الثاني: وضع الخطة العلاجية حسب ما يتطلبه التشخيص، وإن أيد الطبيب نفس التشخيص -حسب ما ذكرته أنت من وصفك أنه رهاب اجتماعي- ففي هذه الحالة أعتقد أن الزولفت سيكون هو الدواء الأمثل، وربما يدعمه لطبيب بدواء آخر، مثلا جرعة صغيرة من مكونات البنزوديازيبينات (benzodiazepines)، وهي مجموعة من الأدوية معروفة تؤدي إلى الكثير من الراحة والاسترخاء، لكن لا ننصح باستعمالها لفترات طويلة، لأنها قد تؤدي إلى الإدمان، أو ربما يغير الطبيب الزولفت إلى دواء آخر مثل (زيروكسات) مثلا، أو (السبرالكس)، كلها أدوية ذات فائدة ونفع -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات