السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة بعمر 23 سنة، ملتزمة وعلاقتي بربي جيدة، مرضت لمدة أسبوع وشفيت منه، لكني أصبت خلاله بنوبات هلع وانخفاض الضغط حيث أني أخشى الأمراض والموت.
صرت بعد الشفاء أترقب الموت كل يوم، أصبحت أكره الوحدة والأماكن المغلقة التي تشعرني بالاختناق، والأضواء والأصوات العالية، حيث تسبب لي التوتر.
أشعر طول اليوم بالصداع والدوخة والغثيان ولا أستطيع الأكل ولا نوم الليل، حيث أخشى حدوث شيء وأنا نائمة، وأصبحت عصبية وحساسة.
بعد شهور من الهم والقلق أصبحت مرهقة نفسيا، وأشعر بأني لا أستوعب الدنيا وأنني بمكان غريب، وأني بحلم، ولم أعد أستطيع التركيز أو التفريق بين الأحلام وبين المواقف الحقيقية، كما أن الأشياء التي أحلم بها تخطر ببالي فجأة، وأشعر بتكرار نفس المواقف علي كثيرا.
قرأت عن ظاهرة الديفاجو، ولكن لا أعلم هل من الطبيعي أن أشعر بها طوال الوقت وبكل يوم، وأصبحت أفكر هل هناك شيء غريب بحياتي، أم أنني أتوهم؟ أشعر بالضياع والهم والغربة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shms حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي يظهر أن بعد المرض البسيط الذي حدث لك وأتتك نوبة الهلع هذه ترسخ لديك الخوف من الأمراض والموت، وهذه ظاهرة معروفة، أي أنه بعد نوبات الهلع والفزع تأتي هذه المشاعر، وبعد ذلك دخلت في هذه الحالة من القلق والتوتر والمخاوف وشيء من الوسوسة.
الحمد لله هي ليست بدرجة عالية، وليست من درجة مطبقة، لكنها قطعا مزعجة بالنسبة لك، وأنا أنصحك - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تذهبي إلى طبيب نفسي، الأمر في غاية البساطة، أنت محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، والذي يحسن من نومك في نفس اللحظة، وعقار مثل (ميرتازبين) والذي يعرف تجاريا باسم (ريمارون) بجرعة صغيرة، وهي نصف حبة ليلا - أي 15 مليجراما - لمدة شهر، ثم ربع حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناوله، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا جدا، مع ضرورة أن تسعي وتعملي من أجل تغيير نمط حياتك، أن تجعليه أكثر إيجابية، أن تتجنبي النوم في النهار، أن تعتمدي على النوم بالليل، أن تمارسي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، أن تتواصلي اجتماعيا، أن ترفهي على نفسك بما هو طيب وجميل، أن تشاركي العائلة في كل أنشطتها، ولا تكوني إنسانة مهمشة، أن تدرسي دراسات عليا، أو تذهبي مثلا إلى مراكز تحفيظ القرآن.
بهذه الكيفية - أيتها الفاضلة الكريمة - تستطيعين تماما أن تغيري من مفاهيم القلق والخوف والوسوسة البسيطة التي تهيمن عليك. أتفق معك إنها مزعجة، لكن -إن شاء الله تعالى- من خلال ما ذكرته لك يتم احتوائها تماما.
أمرك ليس له علاقة بظاهرة الـ (ديفاجو) هذا كله ناتج من القلق فقط، القلق يؤدي إلى نفس المشاعر التي تحدثت عنها، والشعور بالتغرب، والبعض يتحدث عما يسمى باضطراب الأنية، وموضوع الأحلام المزعجة دائما نجدها لدى القلقين، وتعاملي معها بالتجاهل التام، ولا تتكلمي عنها، وأكثري من الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان، وقطعا حين يتنظم نومك وتمارسين الرياضة وتكون لديك أنشطة فإن هذه الأحلام المزعجة سوف تنتهي تماما.
وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.