السؤال
السلام عليكم
توفيت زميلة لي في الدراسة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ومن يومها وأنا أشعر بوساوس دائمة بأنني سأموت، وأن الميت يشعر بذلك فأخاف أكثر.
أخاف أيضا من آيات الموت والعذاب، فأصاب بكوابيس وأرق وعدم النوم، وخوف شديد من الموت، فأهملت زوجي وابني ونفسي، فكيف يمكنني التخلص من هذه الحالة؟ مع العلم أنني كلما سمعت خبرا مثل هذا ينقبض قلبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أماني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثير من الناس يحدث لهم ما نسميه بالتماهي النفسي، أي: حين تحدث أحداث معينة أساسية في حياتهم يتأثرون بها حتى وإن لم يكن الحدث ذي صلة مباشرة بالنسبة لهم، فأنت الآن تأثرت بموت هذه الزميلة -رحمها الله تعالى- وأعتقد أن حالتك الوجدانية والعاطفية غالبا تكون من النوع الانفعالي في مثل هذه المواقف.
أيتها الفاضلة الكريمة: أمر الموت محسوم - كما نقول - الموت آت ولا شك في ذلك، {كل نفس ذائقة الموت}، {إنك ميت وإنهم ميتون}، الموت يجب أن نتعامل معه التعامل الشرعي، بأن نسأل الله أن يحسن عواقبنا وخواتيمنا، وأن نعمل لما بعد الموت، وأن نعيش الحياة بقوة، وأن نسأل الله أن يصلح لنا دنيا التي فيها معاشنا، ونسأله أن يصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، وأن خير أعمالنا خواتيمها وخير أعمارنا آخرها، وأن نعيش الحياة بأمل وبرجاء وبسعادة، الخوف من الموت لا يوقف الموت أبدا - أيتها الفاضلة الكريمة - وتقوى الله يجب أن تكون على رأس الأمر، وأذكار الصباح والمساء تبعث طمأنينة كبيرة جدا في حياة الناس، خاصة الذين يعانون من هذه المخاوف.
إذا أنت محتاجة لنوع من الصياغ الفكري المعرفي الجديد على الأسس التي ذكرتها لك.
بعد ذلك حاولي أن تعيشي الحياة بكل جمالها، وأن تنظمي وقتك، أن ترفهي على نفسك بما هو طيب، أن تحرصي على وردك القرآني في وقته، وأن تهتمي إلى بيتك وزوجك، وأن تحسني إدارة الوقت، ولا تتركي مجالا للفراغ الزمني والذهني لأنهما قد يهيمن على الإنسان ويؤدي إلى الكثير من التوترات.
لا مانع - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تذهبي إلى طبيب الأسرة - بما أنك تعيشين في بريطانيا - ليصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضل الأدوية عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت)، وأنت تحتاجين له بفترة قصيرة ليست مدة طويلة إن شاء الله تعالى.
الجرعة المطلوبة في حالتك أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما - تناوليها لأربع ليال، ثم اجعليها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، وإن شاء الله تعالى سيفيدك كثيرا.
قطعا التمارين الاسترخائية (2136015) وممارسة الرياضة فيها فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: 0259342 - 265858 - 230225).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.