ما هو علاج الرائحة الكريهة في الفم؟

0 146

السؤال

السلام عليكم
جعل الله الموقع في ميزان حسناتكم وجزاكم الله خير الجزاء.

عمري 27 سنة، أعاني من رائحة كريهة في الفم منذ عدة سنوات أثرت على نفسيتي وعلى دراستي وعلى كل شيء في حياتي، تأتي هذه الرائحة الكريهة من الحلق، وتزيد حدتها في الطقس الحار والأماكن المكتظة.

ذهبت إلى طبيب الفم والأسنان ولكن بدون جدوى رغم أني أهتم جيدا بنظافة الفم بعد كل وجبة.

ثم ذهبت إلى اختصاصي الفم والحنجرة، وعملت منظارا للحلق، وكان الحلق سليما، استعملت أدوية ولكن بدون جدوى, ثم ذهبت إلى طبيب الباطنية وعملت عدة تحاليل وكانت النتائج سليمة والحمد لله. بعد ذلك وصف لي أدوية من بينها الارتجاع المريئي [ نكسيوم و .....], واستمر العلاج لعدة أشهر ولكن بدون جدوى, تعبت من الأطباء ومن وصفات الأعشاب التقليدية، وللآن لا تزال نفس المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سأبدأ من ملاحظة أن الرائحة تزيد في الأماكن المكتظة، فإن كنت تحس بالتوتر في هذه الأماكن فأنت لديك رهاب المجتمع، والعلاج لا بد أن يمر عبر المعالج النفسي بجلسات إزالة التحسس من هذا الرهاب (إن وجد), حيث أن التوتر النفسي يسبب جفاف الفم ولا علاج له إلا بعلاج السبب النفسي.

يمكنك في هذه الحالة تناول دواء (إندرال 40) تحت الإشراف الطبي؛ حيث أنه أصلا دواء لعلاج ارتفاع الضغط واضطرابات نظم القلب, ولكنه يحاصر الأعصاب المحيطية التي تتنبه في التوتر النفسي وتسبب نقص إفراز اللعاب؛ وبالتالي يحل المشكلة بالتزامن مع العلاج النفسي.

وأما في حالة عدم وجود مشكلة التوتر النفسي فالعلاج معقد وبداية لا بد من فحص سني للأسنان واللثة، وعلاج كل بؤر الالتهاب، وكذلك هناك فحص للأنف والجيوب الأنفية حيث أن أي بؤرة التهاب فيها قد تكون سببا للرائحة الكريهة, ثم عليك ملاحظة التعليمات التالية:

في الحقيقة هناك نوعان من الجراثيم التي تستوطن الفم وتسبب الرائحة الكريهة, النوع الأول: (إيجابي الغرام) ويكون فوق الخط اللثوي (أي على الأسنان وفي الفم), النوع الثاني: (سلبي الغرام) ويتوضع تحت مستوى الخط اللثوي (أي في باطن اللثة) وهو المسؤول عن أغلب الرائحة الكريهة التي نعرفها.

هناك غازات تنتشر من هضم هذه الجراثيم للسكريات والبروتينات الموجودة مع الطعام فالنوع الأول يتغذى غالبا على السكريات والنوع الثاني على البروتينات. هذه الغازات تعطي رائحة مميزة لكل منها مثل: البيض المتعفن, الكرنب المتعفن, الثوم, السمك.

كل إنسان لديه مجموعة كبيرة من الجراثيم في باطن الفم وعلى اللسان والأسنان واللثة, وهذه الجراثيم في حالة التوازن الصحيح لنسبة تواجد كل منها لا تعطي الرائحة الكريهة، وأما إن غلبت بعض الجراثيم المعينة فتصبح الرائحة الناتجة عنها كريهة.

وعلى هذا فالتوجه الحديث في علاج رائحة الفم الكريهة هي في محاولة تغيير نسب الجراثيم المستوطنة في الفم بحيث نستبدل الجراثيم السيئة بجراثيم جيدة لا تصدر الروائح وتأخذ مكانها وتمنعها من العودة والاستيطان مجددا في الفم.

إحدى هذه الطرق تكون عن طريق تعقيم الفم بالمطهر الفموي بالمضمضة بالكلورهيكزيدين, ثم بمص قرص لوزنج حاوي على جراثيم مفيدة (المكورات العقدية اللعابية K12) التي ستستوطن في الفم وتمنع استيطان الجراثيم المفرزة للغازات ذات الرائحة الكريهة التي تكلمت عنها سابقا.

الاسم التجاري لهذا اللوزنج هو ( ORAL BIOTIC BLIS 12 ) حيث تكرر عملية المضمضة بالمطهر ثم مص (وليس مضغ) قرصا واحدا من اللوزنج مرتين يوميا حتى نهاية العلبة. يجب حفظ العلبة في البراد للمحافظة على الجراثيم التي تحتويها بشكل فعال لأخذ أفضل نتيجة منها.

ثم عليك بحرمان الجراثيم الفموية من البروتينات والسكاكر باتباع حمية نباتية وقليلة السكر(تفيدك أيضا في تخفيض وزنك الزائد)، مع تنظيف الفم فور نهاية الطعام بالفرشاة وبالخيط السني، والمضمضة جيدا بالماء الفاتر، مع تعمد ترك فقاعات الماء فيه أثناء المضمضة، حيث تقوم هذه الفقاعات بدور ميكانيكي في الوصول لفراغات بين الأسنان واللثة وتنظيفها من بقايا الطعام.

طريقة تفريش الأسنان مهمة جدا للحصول على فم نظيف وهي كالتالي: لا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننسى الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك، إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدأ من حافة اللثة واتجاها نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة (الوسط), كما لا بد من تنظيف اللسان (وهو مهم جدا هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظا على الحليمات الذوقية وهو يتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم.

عليك بالتركيز على تناول اللبن (الرائب) الطازج وبعض الأطعمة مثل: الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموما يعتبر مطهرا للفم وخاصة إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل.

وبالطبع لا بد من فحص الأنف والجيوب الأنفية التي قد تكون هي مصدر هذه الرائحة فعليك بمراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة لهذا الغرض.

هناك علاجات بديلة مثل: استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% (نصف ليتر) يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا (بيكنج صودا) وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي، ويحرك جيدا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به, وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9% مع ملعقة صودا صغيرة مع (10 مل) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%) حيث أن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضا بخل التفاح وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة، وذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

كما يذكر أن للبقدونس فوائد أيضا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعدا في تحسين الهضم مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئا أو غمسته في القليل من الخل.

يمكنك أيضا شرب عصير البقدونس من حين لآخر لضمان رائحة أفضل لفمك.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات