تنتباني حيرة بأن أكمل الدكتوراه أو أنشغل بحياتي وأولادي.. ما النصيحة؟

0 135

السؤال

أود نصيحتكم، حيث أنني أكملت دراسة الماجستير، وعضو هيئة تدريس في إحدى الكليات، ومتحصل على قرار إيفاد.

أبلغ من العمر 42 سنة، وأحيانا ينتابني شعور بالسعادة بأن أدرس الدكتوراه، وأتفوق وأطور نفسي في مجالي، ولكن أحيانا أخرى ينتابني شعور مغاير وهو أنني أقول في هذا العمر يفترض أن أواصل الناس، وأهتم بأطفالي وألاعبهم، واعيش كل لحظة معهم بالرحلات الترفيهية وغيرها من وسائل المتعة؛ لأن أقول وأوسوس أن الدراسة وخاصة الدكتوراه سوف تأخذ مني أربع سنوات، وأن عمري الآن 42 سنة، وهذا الوقت يحتاج مني مجهودا ذهنيا، وبدوره سوف يصرفني عن العيش مع أطفالي، والعيش الجميل معهم، وأعيش كل تفاصيل حياتهم، ولكن أقول أيضا أن فرصة الدكتوراه فرصة كبيرة لأطور نفسي في مجالي.

مع العلم أنني أستطيع أن أشتغل بالماجستير وأوفر لهم حياة كريمة بدون أن أدرس دكتوراه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عليك أن تقارن بين المصالح والمفاسد المترتبة على اغترابك عن أهلك أولادك لاستكمال دراستك واستصحب القاعدة الفقهية التي تنص على أن" دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح".

وذلك من خلال معرفة طبيعة البلد التي يعيش فيها أولادك، وكيف سيقضون أوقاتهم، ومن يشرف على رعايتهم بعد غيابك، وما هي الفرص المتاحة لهم للاستقرار والحياة السعيدة المرتبطة بالاستقامة على الخير من عدمها.

فإن رأيت أن المفاسد المترتبة على سفرك مساوية أو أكثر من المصالح، فاترك السفر واكتف بما عندك، وإن كانت المصالح أكثر فتوكل على الله وسافر!.

ولو أمكن سفر أهلك وأولادك معك لكان أفضل، بحيث تجمع بين رعايتهم وتربيتهم وإكمال دراستك؛ فإن لم تستطع وخشيت على أهلك وأولادك من الانحراف في غيابك، فلا تسافر، وابحث عن فرصة أخرى لتطوير نفسك وإكمال دراستك في بلدك ولو بعد حين من الآن.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات