السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، حصل الحمل، لكن بعد خمس شهور من الحمل حصل إجهاض -ولله الحمد- على كل حال...
بعدها بفترة بسيطة أجريت عملية كيس دهني، وبعد أسبوع من العملية كنت أحاول النوم فأستيقظ فجأة من نومي بسبب حرقان بمنطقة الصدر، وبعدها ذهبت إلى العديد من الأطباء وأجريت فحوصات كاملة، -ولله الحمد- لن أشكو من شيء، لكن أشعر بضيق مستمر بالصدر، وبدأت أفقد حيويتي وأفكاري كلها سلبية ومتوترة، وأيضا يوجد اضطرابات بالقولون، وخفقان فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الضروري في المرحلة القادمة تأجيل فكرة الحمل لإجراء بعض الفحوصات لمعرفة سبب الإجهاض، وتناول العلاج اللازم، ومن بين الفحوصات المطلوبة فحص الأجسام المضادة لداء القطط الذي يؤدي إلى الإجهاض في بعض الحالات، وهي IgM antibodies، وهذا يشير إلى إصابة حديثة، و IgG antibodies، وهذا يشير إلى وجود إصابة قديمة ومناعة ضد المرض.
ومن المهم فحص الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، بالإضافة إلى فحص هرمون الحليب PROLACTIN، وهرمون الذكورة total and free testosterone وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى مشاكل في الحمل، مع ضرورة فحص هرمون progesterone في اليوم الـ 21 من بداية الدورة الشهرية، والذي ينقص بشدة مع ضعف التبويض.
كذلك من المهم عمل سونار على الرحم لمعرفة هل هناك تليف، أو أورام ليفية، أو عيوب خلقية في الرحم تمنع اكتمال الحمل، وعمل سونار على المبايض لمعرفة، هل هناك أكياس وظيفية أو تكيس في المبايض، وعرض نتائج التحاليل والسونار على الطبيب أو الطبيبة المعالجة للكشف وعلاج التهابات الفرج أو قرحة عنق الرحم، وكل ذلك يؤدي إلى مشاكل في الحمل، مع ضرورة تناول مقويات للدم وكبسولات فيتامين د وحبوب فوليك أسيد استعدادا للمرحلة القادمة.
أما حرقان الصدر الذي يوقظ المريض من النوم، فذلك يعود في الغالب الى ارتجاع المريء الناشئ عن التهاب المعدة، ومن المهم عمل فحص لجرثومة المعدة H-Pylori antigen، وتناول العلاج اللازم في حال وجود الجرثومة، مع البعد عن المقليات في العشاء، وتناول سلطة الفواكه واللبن الرايب، أو الزبادي في العشاء وتأخير النوم لمدة ساعتين بعد العشاء لتجنب الحموضة والحرقان.
وضيق التنفس والأفكار السلبية والخفقان والتوتر واضطرابات القولون قد تعود الى مرض التوتر والقلق، أو Anxiety وهو أحد الأمراض النفسية البسيطة التي لا يلتفت إليها أحد، ولا يتم تشخيصها بشكل دقيق، ويمكن متابعة حالتك مع استشاري نفسي للتشخيص والعلاج.
ويمكنك تناول أحد مضادات الاكتئاب التي تعالج مرض التوتر والقلق والخوف المرضي مثل: سبراليكس cebralex10 mg قرصا واحدا يوميا لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 6 شهور، ثم العودة الى جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله.
ومما يساعد في علاج القولون تناول الكثير من السوائل مثل: الماء وعصير الليمون والنعناع الطازج، وتناول الكثير من الألياف مثل شوربة الشوفان والبرغل، وتناول حبوب الخميرة التي تحتوي على فيتامين ب المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية وتحسن الهضم مع المصالحة، مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.