أبي لا يعدل بيني وبين إخوتي مما ولّد في نفسي كرها تجاههم جميعا.. فما توجيهكم؟

0 170

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: شكرا على القائمين على جهودهم.
ثانيا: مشكلتي هي الآتي، أنا فتاة متزوجة برجل فقير، عمري 27 سنة، ولدي ولدان، حياتي صعبة جدا، حيث أعيش صراعات بين نفسي من ناحية أهلي.

أهلي ولله الحمد لديهم خير، أبي مدير شركة، وأمي مدرسة، لدى أبي منزل كبير بنى بها شقتين، واحدة لأخي والثانية لأختي، وكلهم متزوجون، وحالتهم المادية ممتازة، أما أنا فأعيش بغرفة صغيرة فوق السطح بلا مطبخ ولا شيء، يوجد بها حمام -أكركم الله- لكنها خارج الغرفة، متعبني الحر، والشمس، والغبار، والحشرات، ومياه المطر تدخل الغرفة وتعدمها، وأنا حاولت مع أبي أن يعطيني شقة، ودائما يرفض، لا أعرف أسباب رفضه! ودائما ما أحتاج الأكل؛ لأنه تمر علينا أيام بلا أكل، ويعطوني كل شهر أو شهرين مئة ريال، وهي لا تكفي في هذا الزمان!

حاولت أن أبحث عن وظيفة، لكن لم يكتب الله لي، وحين أذهب تجمع أهلي من أمي وأخواتي دائما ما أتلقى الخصام، وعدم رغبتها برؤيتي، وطردي من منزلها أحيانا، ويتهموني بالسرقة أو بالعين حين يتباهون بأشيائهم الغالية أو بسفرتهم أو ملابسهم، وأنا والله لم أسرق شيئا، أتمنى لهم الخير!

أصبح شعوري الآن تجاههم كره، ولا أطيق جمعتهم، وكرهت حتى نفسي، لماذا يكرهوني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أختي الفاضلة– وأشكر لك تواصلك وحسن ظنك بالموقع، سائلا الله لك تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويرزقنا سعادة الآخرة والأولى.

- بخصوص ابتلائكم بالفقر، فإني أوصيك بالصبر على هذا البلاء، والشكر لما حباك الله به من جزيل النعماء في العافية والولد والدين، والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره، والرضا بالقضاء، واستحضار ما أعده الله لعباده الصابرين من عظيم الثواب والجزاء (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

- ضرورة مدافعة الفقر عمليا بالدعاء، وصح في الحديث: (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر)، والاجتهاد في السعي إلى توفير العمل والكسب الحلال.

- وأما بخصوص والدك –غفر الله له– فإن من الواجب الدخول معه في حوار هادئ ومتزن متحلية بالحكمة في اختيار الأسلوب والزمان المناسبين، ويستحسن الاستعانة بمن تأنسين منهم القبول لديه والتأثير عليه من أصحابه أو أقاربه، بتذكيره بواجب العدل بين الأولاد في الهبة والقسمة والعطية؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم) متفق عليه؛ مما يستلزم أن يعدل والدك بين أولاده في قسمة البيت والمال.

- وبصدد ذلك، فيتأكد في حقك ضرورة إزالة ما قد يكون في نفسه عليك أو زوجك من شبهة وتهمة، وذلك بضرورة التعامل مع والديك وإخوتك بمقتضى حسن الخلق والخدمة والمعاملة، وقد قيل في المثل: الإنسان أسير الإحسان.

قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسان إحسان.

- الدعاء، ولا يخفى أثره الحسن في استمداد عون الرحمن وصلاح الدين والدنيا والآخرة (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

- أسأل الله تعالى أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك الصبر والحلم والثبات والعافية، ورزق الحلال، والبركة، ويجمع شملك وزوجك وأهلك على خير.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات