السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، قبل شهرين عانيت من صعوبة الدخول في النوم، مع رجفة وإرهاق، ذهبت للمستشفى وعملت تحليل فيتامين د، وخرجت نسبته 5، وأعطتني الدكتورة حبوب biodal 50000 حبة كل أسبوع، وقطع شوكلاته حبة كل يوم.
مشكلتي مع النوم أني لا أدخل النوم بسهولة، وأنام 4 ساعات وأصحى، وأرجع أنام، ولكن البارحة عانيت من أرق شديد حاولت أن أنام لكن لا فائدة، عندي خوف وتوتر من أني لن أنام مرة أخرى، وهذه الحالة أتعبتني كثيرا.
أرجو الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مثل حالتك في الغالب تكون ناتجة من قلق نفسي، أو إجهاد جسدي أو نفسي. هذا الخوف والتوتر غير المبرر لا يمكن أن نفسره بسبب نقص فيتامين (د)، وإن كان قد ذكر أن فيتامين (د) له علاقة بالمزاج العام للإنسان، حين يكون ناقصا يضطرب المزاج، لكن لا يؤدي إلى خوف، أو توتر، أو اضطراب في النوم بالكيفية التي ذكرتيها.
أنا أعتقد أنه من المهم جدا بالنسبة لك أن ترتبي أمورك الحياتية بصورة أفضل، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الوقت. حاولي أولا ألا تنامي في أثناء النهار أبدا، وحاولي أن تتجنبي تماما شرب الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو أكل الشكولاتة بعد الساعة الخامسة مساء. هذه المركبات جميعها تحتوي على الكافيين، وكما تعرفين - أيتها الفاضلة الكريمة - فإن الكافيين مادة ميقظة جدا، خاصة لبعض الناس، هنالك تباين واختلاف ما بين الناس في تفاعلهم حول تناول الكافيين، لكن التحوط والأفضل هو الابتعاد عنه في مثل حالتك.
كما أني أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة ممتازة جدا: كوني مسترخية على السرير أو على كرسي مريح، ثم أغمضي عينيك، وفكري في شيء جميل، أو اقرئي شيئا من القرآن بصوت منخفض، بعد ذلك افتحي فمك قليلا، أغمضي عينيك، وخذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف. يجب أن يكون هذا الشهيق على الأقل لمدة ثمان ثوان، بعد ذلك أمسكي واحصري الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، ثم يأتي بعد ذلك الزفير - أي إخراج الهواء - ويكون عن طريق الفم، ويكون أيضا بقوة وبطء، يستغرق أيضا ثمان ثوان تقريبا. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
وهنالك أيضا تمارين لقبض العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه أيضا تمارين مفيدة جدا.
وعليك أيضا أن تمارسي أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، هذا كله طيب، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة أرجو أن تمارسيها.
وكوني إنسانة إيجابية في تفكيرك، ولا تكتمي، عبري عن ذاتك، تواصلي مع أسرتك، مع صديقاتك، اجعلي لحياتك معنى، واستفيدي من هذا العمر، هذا العمر الطيب، بدايات سن الشباب، طاقات عظيمة لديك. وعليك بالدعاء - خاصة أذكار النوم - لأنها تبعث الطمأنينة في نفس الإنسان ولا شك في ذلك.
هذا هو الذي أراه مفيدا جدا لحالتك، وأعتقد أن ذلك يكفي، وقد لا تحتاجين أبدا لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.