السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 23 سنة، لدي مشكلة، وأتمنى تشخيص حالتي؛ أولا أعيش في تقلبات حياتية ومزاجية، فأحيانا أشعر بعدم تقبلي لذاتي، أو أقلل من شأني كوني لا أشعر بقيمة الوقت، ولا تنظيم حياتي، مشتتة وكثيرة التفكير، وأحيانا أتوهم، وأعيش في الأوهام، ولا أدرك الواقع، وعندما أتكلم أشعر، وكأني لا أدرك ما أقوله وأقلق، وأخاف أتكلم وأشرد في كلامي، وأتحدث ولا أعي ما قلته! وعندي مشكلة لا أحب أن يعطف أحد علي، وإذا شعرت بذلك، فأشعر برغبة بالبكاء، أخاف من ردات فعل أي شخص، مترددة ولا أقدم على أي فكرة أتمناها.
أحيانا يأتيني كسل وخمول، ونومي كثير، ومسوفة أيضا، ولا أعرف نفسي وتعرضت لمواقف في صغري.
ولدي صعوبة في تكوين علاقات بصديقات، وأجد أني لا تدوم صداقتي، وحتى أتردد إذا وجدت فرصة، وأشعر أني لا أستحق ذلك، رغم أني أتمنى أن أحظى بتكوين علاقات، وأحب أن أكون قريبة ممن هم أكبر مني كمعلمتي، لكن ينتابني الخوف من محادثة أي شخص يكبرني.
أشعر بضيق تنفس، وقبل سنة أحسست بآلام في صدري مستمرة، وخاصة إذا أحسست بضغوط، وصوت طقطقة في جهة القلب، هل هو ضعف في عضلة القلب أم من الضغوط؟
لدي أيضا مشكلة تعبيرات وجهي، فهي تفضحني، فكثير من الناس يعرف ما بداخلي دون أن أتكلم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، الذي يظهر لي أنك حساسة جدا، وشديدة الملاحظة على كل مشاعرك ولغتك الجسدية وعلاقاتك الاجتماعية، وربما يكون لديك شيء أيضا من سوء التأويل، وعدم إدراك ذاتك بصورة صحيحة.
أيتها الفاضلة الكريمة: ما تحدثت عنه أنا لا أهون منه؛ لأن عسر المزاج والتقلب المزاجي المتكرر مزعج لصاحبه، لكن ما دمت مدركه لهذه العيوب وهذا أمرا حميد جميل جدا اسعي لتصحيحها، والذي أزعجني في كل رسالتك هو الكسل والخمول وكثرة النوم، وهذا بيدك تماما هذا يجب أن تسعي لإصلاحه، وهي الخطوة الأولى أن تكوني إنسانة منتجة ومديرة جيدة لوقتك، وأريد أنصحك بأن تضعي الجداول يومية لإدارة الوقت الذين يديرون وقتهم بصورة صحيحة هم الناجحون ولا شك في ذلك.
ولا بد أن تلزمي نفسك بالأفعال، ولا تنقادي فقط للأفكار السلبية والمشاعر الخاطئة، فمن خلال ذلك يمكن إصلاح الكثير مما بنفسك، أما موضوع تقلبات المزاج فسوف تتحسن إذا حسنت الأفعال والسلوك، يعني ذلك يرجعنا إلى ما قلته سلفا وهو حسن إدارة الوقت، وتحسين مستوى الإنتاجية والفاعلية، وهذا لا يتأتى إلا من خلال حسن إدارة الوقت.
أنصحك بالنوم الليلي المبكر؛ لأن الإنسان إذا نام نوما ليلا مبكرا سوف يتجنب الكسل، سوف يتجنب النوم النهاري، الاستيقاظ المبكر فيه خير كثير كل العلماء الآن ومن جميع الملل، ومن جميع الأديان أثبتوا بما لا يدع مجال للشك أن البكور هو أفضل وقت الإنسان، أن الذي يستفيد من الصباح، ومن البكور يجعل حياته سعيدة جدا، واتضح الآن أنه توجد كثير من المواد الإيجابية الدماغية لا تفرز إلا في وقت الصباح، وسبحان الله أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم من الاستفادة من البكور؛ لأن البكور بركة، فأبدئي يومك بدايات صحيحة وسوف تكون النهايات صحيحة.
ضعي لنفسك هدفا، ما هو الهدف في حياتك؟ وما هي الأليات التي توصلك إلى الهدف؟ هذا يجب أن يكون مهما جدا، ولا تقللي من شأن نفسك، ولا تضخميها، قيمي نفسك التقييم الصحيح، وأفهمي نفسك، واقبلي ذاتك، وبعد ذلك اسعي لتطويرها، أغلقي بوابات الماضي تماما، وعيشي الحاضر بقوة والمستقبل برجاء، ولا بد أن تكون لك رفقة طيبة، الصالحات من البنات موجودات وبكثرة، فاجعلي لنفسك رفقة منهن، ولا بد أن يكون لك توجه إيجابي نحو أسرتك، التواصل، محبة أفراد الاسرة، المشاركة الفعالة في شأن الأسرة، وأن لا تكونين مهمشة، ممارسة شيء من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة سوف تضيف كثيرا لحياتك خاصة ما تحسين به من ضيق أو آلام في الصدر هو ناتج من الانقباضات العضلية، وليس ناتجا من أي مرض في القلب والانقباضات العضلية هذه سببها التوتر النفسي، والتوتر النفسي يمكن التخلص عنه تماما من خلال ممارسة الرياضة، وأن يكون الإنسان إيجابيا في تفكيره وفعال.
لا مانع أيتها الفاضلة الكريمة أن تقرئي بعض الكتب عن التنمية البشرية، وكذلك عن الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي؛ لأن فيها الكثير منها ما هو جيد وخير لنتدرب كيف نتعامل مع أنفسنا، ومع الآخرين، من المهم جدا أن تحرصين على الصلوات في وقتها، الصلوات عماد الدين وهي مرتكز أساسي لحسن إدارة الوقت، ماذا سوف أعمل بعد الصلاة؟ ماذا سوف أؤديه بعد الصلاة وهكذا..
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، أسأل الله لك التوفيق والسداد.