أعاني من العصبية والانفعال، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟

0 136

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفتخر وأعتز بهذ الموقع العظيم.

أنا شاب كانت لدي مشكلة نفسية، حيث كنت أعاني من الخوف والاكتئاب، ذهبت لدكتور نفسي وصرف لي حبوب ديبرالكس، وتحسنت حالتي -والحمد لله-.

ما زلت مستمرا على العلاج منذ شهر، ولدي جلسات شهرية، أريد من سعادتكم توصيتي بعلاج للعصبية والانفعال قبل أخذ علاج ديبرالكس، فأرجوا منكم وصف العلاج المناسب لحالتي.

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، ونحن أيضا نفتخر بك ونعتز بك -أيها الأخ الفاضل الكريم-، وسعداء بتواصل الأفاضل والأكابر من أمثالك.

أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، أنت تتناول الدبرالكس، وهو دواء ممتاز وكاف جدا، ويحسن المزاج، ويساعد أيضا على التحكم في التوترات والقلق والوسوسة، فمن الناحية الدوائية العلاجية أعتقد أنك لا تحتاج إلى المزيد، لماذا نعطيك أدوية دون أن يكون هنالك حاجة حقيقية له، فاستمر على العلاج الدوائي الذي وصف لك بالكيفية التي وصفها لك الطبيب.

أما بالنسبة للعصبية -فيا أخي الكريم- أريدك أن تدرك أن الإنسان يحتاج إلى شيء من اليقظة القلقية حتى يكون منجزا، لكن العصبية التوترية التي تجعل الإنسان يتصادم مع نفسه أو مع الآخرين هذه قطعا مرفوضة.

هنالك بعض الأمور البسيطة جدا سوف تساعدك كثيرا، أول الأشياء هي أن تتعلم ما نسميه بالتفريغ النفسي، وهذا يقصد به أن تفرغ ما بداخلك، أن تعبر عن نفسك أولا بأول، وأن لا تميل إلى الكتمان أبدا، الإنسان حين يعبر عن نفسه خاصة حيال الأشياء التي لا ترضيه وإن كانت بسيطة، حين نعبر عن أنفسنا بكل ذوق وأدب هذا يعود علينا بفائدة عظيمة.

ثانيا -أخي الكريم-: تصور أنك قد توترت أنت وتوتر شخص آخر في وجهك وهي مشاعره قطعا سوف تكون مشاعرك سلبية جدا، لذا قل لنفسك أنا لن أتوتر -إن شاء الله تعالى- لأن العصبية والتوتر تجعلني حقيقة غير مقبول في نظر الآخرين، ذكر نفسك بذلك.

الأمر الثالث هو: أن تمارس الرياضة، العصبية أصلا هي طاقات نفسية منحرفة كما يقولون، حتى نفتتها ونقوم بامتصاصها هذا يتم من خلال الرياضة.

رابعا: عليك بالتمارين الاسترخائية، تمارين التنفس التدرجي، واستشارة إسلام ويب رقم (2136015)، فيها الكثير من الإرشاد البسيط والجيد، أرجو أن تطبق كل ما ورد من حيث كيفية تعلم التنفس التدرجي الشهيق والزفير، والتأمل، والحضور الذهني، ثم تنتقل إلى شد العضلات وقبضها، ثم استرخائها هذا -يا أخي الكريم- فيه فائدة كبيرة ومهمة جدا.

ولا بأس أيضا أن تطبق بعض التمارين التي وردت في اليوجا، قطعا أن نتجنب الجانب الديني فيها، واليوجا حقيقة مفيدة وأنا شخصيا جربتها؛ لأنها تحد من العصبية والتوتر وتؤدي إلى استرخاء كامل.

أكثر من الاستغفار، والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هذه كوابح عظيمة لامتصاص الغضب وتحويله إلى طاقة إيجابية.

هنالك نقطة مهمة جدا -أخي الكريم-: أريدك أن تقرأ في كتاب الأذكار للإمام النووي كيفية التعامل مع الغضب؛ لأن العصبية فيها غضب، تتعامل مع الغضب حسب ما أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حين البدايات الأولى لاستشعار الغضب: غير مكانك، أو وضعك إن كنت جالسا فقف، وإن كنت واقفا فأجلس وهكذا، وأتفل على شقك الأيسر ثلاثا، وأريدك أن تجرب ولو لمرة واحدة أن تتوضأ بعد أن تطبق الإرشادات النبوية سالفة الذكر.

أخي الكريم هنالك من جرب هذا التمرين، ولن يحتاج إلى أن يجربه بعد ذلك، هذه الأشياء التي أنصحك بها، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات