الخوف من السحر يزيد الأمور تعقيدا!

0 269

السؤال

السلام عليكم.
بارك الله فيكم على جهودكم الرائعة.

أرجو منكم المشورة والعون بعد الله سبحانه وتعالى، أنا شخصية متفائلة محبة للحياة، ولكن حصل أمر قلب حياتي رأسا على عقب، لدي ثلاث أخوات، صدمت بإصابتهن بالسحر، وكنت وقتها في ذهول وصدمة، عندما تم كشف الأمر مازلن يتعالجن، ولكنهن -ما شاء الله- قويات، أصبحت بسبب هذا الأمر في بدايته أقول مستحيل أن أنجو من بينهن، نحن 4 أخوات ولا يمكن أن أبقى سليمة، وكنت أرتعد عند سماع القرآن، وأشعر بخوف، وأني سوف أسقط، وأصرخ.

مع مرور الأيام ومع الرقية اتضح أني سليمة ولا أشكو من أي شيء، ولكن مازلت إلى الآن أشعر بخوف وقلق ووسواس، لدرجة لا أريد سماع القرآن أو الذكر أو الأذان، ويأتي شيء في نفسي يشعرني بأن الدعاء الذي أدعوه لا يستجاب، وأقول: لماذا لم يأت الفرج؟ فأحزن وأتذكر أخواتي وأجهش بالبكاء، أخاف من خوفي من القرآن والدعاء، أن أصاب بوسواس قهري يبعدني عنهما، أريد أن أبعد هذا التوتر والخوف والوسواس والتشاؤم، والفكر السيء والظن السيء، أريد أن أعود محبة للحياة، لأني أراها مظلمة بعيني، ولست سعيدة عندما أرى أخواتي وقت الرقية يتعذبن، وأظل حزينة، وأخاف الخروج، وأشعر أن الدنيا ليست آمنة بسبب هذا الأمر، أرجوكم أعينوني.

قرأت عن حالات استخدام الزولفت، وشعرت بالحماس لكي أرتاح، وأعود سعيدة قوية متفائلة محبة للحياة والسفر وكل شيء، لا أريد أن أظل بفكري هذا، فلدي طفلان، أريدهم أن يروني قوية، لا حزينة، وأسعدهم، وأنا لدي كسل بالغدة وأستخدم الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أولا أنا طبيب نفسي مسلم، وأؤمن تماما بوجود العين والسحر والمس وكل هذا، لكن أعتقد أن الأمر فيه الكثير من المبالغة وفيه الكثير من التشويه وفيه الكثير جدا من الخزعبلات، إيماننا يجب أن يكون مطلقا، أن الله خير حافظ، وأن الإنسان إذا أصيب بسحر فإن الله سيبطله، بشرط أن نكون على درجة من القناعة الإيمانية، وأن نتخذ السبل التي تقينا، الذي يحرص على صلواته في وقتها، أذكار الصباح والمساء، تلاوة شيء من القرآن، لا شك أنه في كنف الله وحفظه ولن تصيبه أي من هذه الذي يتحدث عنها الناس.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا أريدك أبدا أن تسرفي في التفكير حول هذا الموضوع، وأعتقد أن الكثير من الناس أصيبوا بتوهمات، أنا لا أريد أن أدخل في جدال حول إصابة إخواتك الثلاث بالسحر.. أقول لك الله أعلم حول هذا الأمر، كثير من الحالات الطبية النفسية كالقلق والتوتر وخلافه يعتقد الناس أنهم مسحورون، لا، أنا أعتقد هذه حيلة العاجز أن نرمي كل شيء على السحر والسحرة، لا، فأرجو أن تطمئني.

أنت الآن لديك ما أسميه بالوسواس وقلق المخاوف الاستباقي أو القلق التوقعي، وهذا أيضا يعالج بتغيير الفكر تماما، أنك الآن بخير والحمد لله أنت على خير والمستقبل جميل والمستقبل مشرق، وأنت أصلا إنسانة متفائلة، فيجب أن تسخري هذا التفاؤل ليقيك من الخوف المستقبلي والخوف التوقعي.

اصرفي انتباهك تماما عن هذا الذي يحدث، وأنا أريدك أيضا أن تكوني إن شاء الله تعالى حمامة سلام وتحملي رسالة لتعززي لدى أخواتك الثلاث التفكير الإيجابي، وأن يخرجن أنفسهن من هذا الذي يتم الحديث عنه وهو السحر وخلافه، لأني لا أريد لهن الخوف المستقبلي، هن الحمد لله الآن في أمن وأمان، لكن يجب أن يحدث نوع من التحرر مما يمكن أن نسميه التوهمات، لا بد أن يكون هنالك نوع من الفكاك، وأنا حتى أجعلك فعلا في حالة إن شاء الله من الاسترخاء النفسي والذهني الإيجابي، أقول لك لا مانع أن تتناولي الزولفت، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ابدئي بنصف حبة فقط 25 مليجراما تناوليها ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وأزيد على ذلك أريدك أن تحسني التواصل الاجتماعي، والحمد لله أنت لديك الأسرة ولديك ذرية، وإن شاء الله تعالى أسباب الاستقرار والإيجابيات كثيرة في حياتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات