خطيبتي أعلى مني في المستوى التعليمي، فهل يؤثر ذلك في علاقتنا مستقبلا؟

0 104

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عقدت القران على فتاة منذ شهرين، وزواجي بعد شهر من الآن، كانت الأمور في البداية تيسيرا وتوفيقا من الله -عز وجل- من كل النواحي، لكن منذ أربعة أيام بدأت أشعر بضيق وخوف وأفكر كثيرا في المستقبل، علما أن هناك ما يؤثر سلبا علي وهو أن زوجتي أعلى مني في المستوى التعليمي.

أفكر في الأمر كثيرا، مما عكر علي صفو الحياة، فأنا بلا هدف وغير متعلم، أصبحت أنام كثيرا لأتجنب التفكير في الأمر، ولا آكل الطعام، وتراودني وساوس الانفصال عنها، وأدعو الله أن يعينني، فأنا أخشى أن أظلمها، وأخاف أن تنطلق منها كلمة تجرحني، فهل يؤثر ذلك على المستقبل؟ علما أن طبيعة الرجل أنه يريد التفوق في كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استوقفني في رسالتك قولك: " علما أن طبيعة الرجل أنه يريد التفوق بكل شيء".

وسؤالي:
- ألم تكن على علم منذ البداية أن هذه الفتاة أعلى منك في المستوى العلمي؟!
- فلماذا أقدمت على خطبتها وعقد القران طالما أنك ترى أن الرجل يريد أن يتفوق في كل شيء؟!
- كيف لم يخطر ببالك حين علمت مستواها العلمي، أنها من الممكن أن تنطلق منها كلمة فتجرحك فتحجم حينها عن إتمام الأمر؟!
- لماذا الآن وقد مر شهران على عقد القران، وبقي شهر على الزواج؟!
- وهل الطلاق برأيك أمر سهل، فربما الفتاة قد تعلقت بك؟!

لا بد أن تكون هذه الأمور كلها واضحة في ذهنك منذ البداية، وإن ما تعاني منه من ضيق كبير وهم وخوف وتفكير بالمستقبل هو أمر طبيعي جدا ليس بسبب التفاوت العلمي الذي بينكما، وإنما لأنك مقدم على مرحلة انتقالية من حياتك، فمن الطبيعي جدا أن يرافقك هذا الخوف والقلق، فمرحلة البدء بالحياة الزوجية ليس سهلة، وإنما تحتاج إلى الكثير من التأني والهدوء لتكون حياة ناجحة -بإذن الله-.

ثم إن هناك نقطة مهمة أحب أن ألفت نظرك إليها ألا وهي موافقة الفتاة على الارتباط بك رغم التفاوت العلمي الذي بينكما، هذا يعني أنها رأت منك وفيك ما يعوضها ويغنيها، من حسن الخلق، وطيب التعامل، أو غير ذلك، لذا أنصحك أن تصرف عن تفكيرك هذا الأمر، وتتجنب الأفكار السلبية التي تدور في رأسك، وخاصة إذا كنت تجد منها خلقا ودينا.

وأيضا أذكرك أن خطيبتك الآن هي أم أطفالك في المستقبل فلا بد أن تكون على قدر كاف من العلم والوعي لتستطيع أن تربي أولادك تربية صالحة، وتشرف على رحلتهم التعليمية، حتى يصلوا إلى مراتب عالية ويكون لهم مستقبلا باهرا ومتميزا -بإذن الله-.

إلا إذا كنت تجد منها من الآن استعلاء عليك، فحينها لا بد أن تكون واضحا معها، أن المرأة مهما علت، تبقى الأم والمربية وربة المنزل، ويبقى الرجل هو القائد والربان.

ناقشا معا هذا الأمر بهدوء، وأصغ إليها، واستمع إلى رأيها، وافتخر بعلمها ونجاحها، فإنما هي من ضلعك وخلقت لأجلك فنجاحها نجاحك وتميزها تميزك.

أسأل الله أن يلهمك الحكمة والسداد في القول والعمل، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات