السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على جهودكم.
أنا فتاة، منذ فترة لاحظت أن أحد أفراد أسرتي حسود بشكل كبير، فلا تقع عينه على شيء ويظهر استحسانا له إلا هلك، وإذا علم بأن مشروع سوف يحدث فإنه يتوقف، ويحدث فيه العديد من المشاكل، وتتعقد الأمور، لدرجة أن بعضنا مرض من مجرد ذكره لشيء في صحتنا.
بدأنا (باقي أفراد الأسرة) باستخدام الأذكار المنجية أمامه عند استحسانه لأي شيء، مثل: (ما شاء الله، ربنا يبارك)، لكنه لم يتعلم، كما نقرأ المعوذات لكي يحفظنا الله من أذيته، ومنذ فترة طويلة نفتح القرآن والرقية الشرعية في البيت على سورة البقرة، ونداوم على أذكار الصباح والمساء.
مؤخرا زعمنا أننا نريد أن يتوضأ كل أفراد البيت ونغتسل بالماء كلنا، -والحمد لله- تم هذا، ولكن منذ يومين أصبنا بحسده مرة أخرى، لدي عدة أسئلة:
1- ماذا نفعل لنتجنب الأذى والحسد، مع العلم أننا لا نستيطيع المصارحة؟
2- ما الطريقة الصحيحة للوضوء والأغسال بماء الحاسد؟
3- ما هو نص الرقية الشرعية، حيث يوجد العديد منها في الإنترنت.
4- هل يؤخر هذا الحسد زواجي أنا وأخي، وما هي الرقية الشرعية لإصلاح هذا النوع من الحسد؟
جزاك الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ losi حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
- بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلا الله تعالى لك ولأهل بيتك السلامة والعافية من كل مكروه وسوء.
- لا شك أن الحسد من أعظم المعاصي، وهو أول ذنب عصي الله تعالى به, كما فعل إبليس مع أبينا آدم -عليه السلام-, وقابيل مع أخيه هابيل, وإخوة يوسف معه -عليه السلام-, وأهل الكتاب مع نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- والحسد والعين آفتان سيئتان, وهما تشتركان في إلحاق الضرر بالمعيون والمحسود, ولا تصدران إلا عن ضعف في الإيمان والرضا بالقدر, وكراهية الخير للغير, قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)، ويستحب للمسلم إذا رأى شيئا فأعجبه أن يبرك عليه, أي يدعو له بالبركة, فيقول : (بارك الله فيه)، أو (ما شاء الله, باركه الله)، لقوله تعالى: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
- وينبغي زجر العائن وتحذيره وتعزيره، والابتعاد عنه ما أمكن, والتحصن منه بالدعاء والأذكار وقراءة القرآن.
- والقرآن كله شفاء (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء), وإن كان بعض الآيات والأذكار أعظم تأثيرا كالتي سبق ذكرها, قال تعالى: (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين).
- كما أمر الرسول بالرقية للمعيون, وذلك حين رأى جارية في وجهها سفعة -أي بقعة سوداء- فقال: (استرقوا لها, فإن بها النظرة) قيل: أي نظرة من الجن.
- وبصدد التعامل مع العين والحسد فقد ورد الشرع بالاستعاذة من الحسد: (قل أعوذ برب الفلق، ومن شر حاسد إذا حسد).
- ومن طرق علاج العين: اغتسال العائن, حيث ورد في الحديث: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين, وإذا استغسل أحدكم, فليغسل) رواه مسلم, وقالت عائشة: (كان يؤمر العائن فيتوضأ, ثم يغتسل منه المعين).
- وصفة الغسل بأن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح -أي ما يلي الجسد من الإزار كالمذاكير- ثم يصب عليه من ورائه, كما رواه أحمد وغيره وهو في صحيح الجامع للألباني.
- ويمكن أن تضعي يدك على رأس المصاب, وتقولي كما في الحديث: (بسم الله أرقيك, والله يشفيك, من كل داء يؤذيك, ومن كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك, بسم الله أرقيك)، رواه مسلم, أو (اللهم رب الناس, أذهب البأس, أشف أنت الشافي, لا شفاء إلا شفاؤك, شفاء لا يغادر سقما)، متفق عليه, أو تقرئي الإخلاص والمعوذتين على المريض, أو في ماء فيشرب منه ويصب على جسمه أو موضع الألم.
- وأما بخصوص قلقك وخشيتك من تعطيل العين لزواجك, فلا ينبغي لك أن تقلقي إذا التزمت الرقية السابقة في المحافظة على الدعاء والأذكار وقراءة القرآن, وحسن الظن بالله والثقة به والتوكل عليه, قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
- أسأل الله أن يحفظك وأهل بيتك من كل شر وضر وسوء ومكروه وأن يدفع عنا شر العين والحسد والسحر وأذى الإنسان والجان, ويعصمنا بحفظه ورحمته وبالذكر والدعاء وقراءة القرآن, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق والمستعان.