السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي عمرها 35 سنة، تعاني من عدم التركيز والنسيان البسيط، والقلق في النوم، ولا تنام بسهولة، ودماغها يظل يعمل باستمرار، مما يسبب لها صداعا من كثرة التفكير، ولا تستطيع النوم، وتنابها الكوابيس دائما.
وتشعر بالخوف عندما تكون لوحدها بالليل، وتخاف من أن تظهر لها أشياء مثل الجان وغيرها، وحتى وهي نائمة لو رن التليفون أو سمعت صوتا تخاف، وعندما أقف بجانبها وهي تعمل ترتعب وتخاف وينتفض جسمها، فما سبب هذا الخوف على الرغم من أنها محافظة على صلاتها؟
وهي أيضا عصبية وتغضب بسرعة، ويصيبها مغص، وقد فحصها طبيب في مرة من المرات وأخبرها بأن لديها ارتجاعا في المريء وقولونا، فهل من علاج يساعدها؟
كما أننا أجرينا فحوصات من أجل الحمل، وكانت فحوصاتنا جيدة، سوى أنها تصيبها فطريات، فما الحل؟ وهل العلاج يضر في حدوث حمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اضطراب التركيز ناشئ عن الإجهاد النفسي والجسدي، ومن الواضح أن زوجتك لديها الكثير جدا من أعراض ما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، كما أن شخصيتها تميل إلى العصبية والتوتر، وهذا كله يؤدي إلى إجهاد جسدي كبير وإجهاد نفسي في ذات الوقت.
أعتقد أخي الكريم أنه سيكون من الأفضل إذا ذهبت زوجتك الكريمة لمقابلة طبيب نفسي، هذا سوف يفيدها كثيرا، وكل أعراضها الجسدية التي تحدثت عنها منشأها القلق والتوتر وعدم الارتياح النفسي.
والذي قد يكون متعلقا بشخصيتها وبنائها النفسي وليس بيئتها، أنا متأكد أنك تعاملها معاملة كريمة، ومهيئ لها البيئة الصحيحة، لكن ربما يكون أصلا لديها استعداد للقلق والتوتر والمخاوف.
أخي الكريم: يمكن للطبيب أن يعطيها دواء يحسن مزاجها، ويقلل من قلقها وتوترها، ويحسن نومها، وتوجد أدوية كثيرة جدا، وهي لا تحتاج إلى أدوية كثيرة، دواء بسيط مثل السبرالكس أو الريمانون أو خلافه سوف يساعدها كثيرا، وهذه الأدوية لا تتعارض مع الحمل ولا تمنع الحمل والحمد لله، ولكن إذا حدث حمل يفضل أن لا تتناول أي دواء في فترة تخليق الأجنة وهي 118 يوما الأولى من الحمل.
سيكون مفيد جدا لزوجتك إذا مارست أي رياضة مثل رياضة المشي، وإذا عبرت عن ذاتها بمعنى أن لا تكتم؛ لأن الاحتقان النفسي يأتي من الكتمان، وهذا يؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر، وساعدها أيضا في تنظيم وقتها هذا مهم جدا، تنظيم الوقت يساعد على تنظيم الحياة، فحالتها بسيطة، وحالتها إن شاء الله تعالج بصورة فاعلة جدا.
ذهابها إلى الطبيب النفسي أو حتى إلى طبيبة الأسرة في المركز الصحي يمكن أن تعطيها أحد محسنات المزاج التي ذكرتها، وتسدي لها أيضا شيئا من الإرشاد.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.