السؤال
السلام عليكم
عندي مشكلة في جلدي تبدأ منذ 6 سنوات وهي عبارة عن أن جلدي لونه يتغير إلى اللون البني في جميع أجزاء جسمي، كان في أول الأمر من حوالي 4 سنوات وفي مصر بقع بنية فقط، ولكن الآن -وأنا في خارج مصر منذ 4 سنوات- عبارة عن هرش في البداية حتى يجرح جميع أجزاء جسمي.
ذهبت إلى أكثر من دكتور لم يقولوا لي شيئا، واحد منهم أعطاني لمدة 3سنوات حبوبا عبارة عن 10 حبوب كل 6 أشهر، وبعد انتهاء المدة ظهر المرض أكثر من الأول بكثير.
الآن عبارة عن بقع وتحت الإبط عبارة عن كرمشة في الجلد، ولونها بني وبالطبع تنتشر في جميع أجزاء جسمي ولا أحد يعرف ما هذا ولا أنا أعرف!
لم يساعدني أحد في هذه الدنيا، قولوا لي ما هذه الحالة التي لم يعرفها أحد؟ وما هي النهاية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك احتمالات لما ذكرتيه، ولكننا سنبدأ من السهل إلى المعقد؛ لأنه كما يبدو منك رسالتك أنك حساسة، وعباراتك فيها استنجاد، وهذا يدل على أن العامل النفسي يكبر من الشكوى ولا يعطيها حجمها الطبيعي، وبالتالي فإن الكلام يجب أن يكون دقيقا حتى لا يسبب قلقا لك -أختنا الكريمة- بدلا من أن يطمئنك.
أولا: الفطريات:
ببساطة شديدة، قد تكون كل هذه الشكوى عبارة عن فطريات تسمى التينيا أو النخالية المبرقشة أو الملونة، وهي تصيب أشخاص عندهم القابلية للإصابة بها، وهي لذلك ناكسة، وتزداد صيفا وفي الفصول الحارة، وتملأ الجسم، ومع ذلك فهي سليمة وغير خطيرة، وتشخص بسهولة وذلك بالفحص المجهري المباشر عند أي طبيب أمراض جلدية لديه الحد الأدنى من التدريب.
أرجو مراجعة الاستشارات التالية : (235390) و(18678) و(18599) و(18204).
ثانيا: الأكزيما البنيوية:
هي عبارة عن حالة تحسسية بنيوية، تظهر على شكل بقع، وتكون حاكة أول الأمر، وما تلبث أن تصبح سمراء، خاصة عند أصحاب البشرة السمراء، وبشكل أقل عند أصحاب البشرة البيضاء، وقد تصيب أي بقعة من الجسم، وغالبا ما تصاحب بأمراض تحسسية أخرى، مثل الربو والشرى (الأرتيكاريا)، وأرجو كذلك مراجعة استشارة رقم: (235168) .
ثالثا: التفطر الكمئي، أو الارتشاحات الليمفاوية الجلدية بالخلايا التائية:
(Cutaneous t cell lymphoma ctcl )
هذا المرض يعتبر من الأمراض النادرة التي يزيد وجودها في العصر الحالي، وهو ليس مرضا خبيثا، ولكنه على مدى 10-20 عاما قد يتحول ولو بنسبة بسيطة إلى الخبث، وهذا أمر مختلف فيه بين المراكز العالمية، فمنهم من يقول بأنه سليم، ومنهم من يقول بأنه ما قبل الخبيث، وهو بشكل عام يصيب الكبار في السن على الأرجح، وله أكثر من 30 شكل سريري، ويعتبر أحد الأمراض التي يمكن أن تقلد الكثير من الأمراض، وما تصفينه قد يتوافق جزئيا ولكن الفحص السريري أولا ثم النسيجي المجهري، ثم النسجي المناعي والفينوتايبينغ بمجموعها وليس بواحدة منها تشخص المرض أو تنفيه.
إن كانت التحاليل متوافقة معه، نشرع في بيان العلاجات المتوفرة له، وأغلب الظن أنه ليس هو الذي تشكين منه.
ختاما: فإن أخذ العينة الجلدية (الخزعة) والعناية بالحالة الصحية، وعدم التقصير في المتابعة الطبية في المراكز المتخصصة، وسؤال الطبيب عما عندك بعد الفحص والمعاينة والتحليل (وإن عدم إجابتهم لك أو عدم قولهم كلمة واحدة قد لا يعني أنهم لا يعلمون ولكن قد يكون بسبب عدم سؤالك لهم) هذا كله ضروري، إن كان فعلا ما تشتكين منه مزمن ومؤرق ومثير للاستنجاد والقلق والشعور بأن ما عندك مجهول، وبلغينا عن النتائج والتقارير الصادرة، وإن شاء الله سنتعاون للوصول إلى الحل المناسب تشخيصا وتدبيرا وعلاجا، ثم شفاء بإذن الله.
والله الموفق.