هل هناك تكملة للعلاج السلوكي الخاص بعلاج الهلع؟

0 148

السؤال

السلام عليكم.

كنت مصابة بنوبة الهلع منذ 3 شهور، ولكن بعد القراءة عنها من هذا الموقع، وأنها إنذار كاذب، وعن كيفية العلاج السلوكي من التمرينات البدنية والتنفسية والاسترخاء اختفت أكثر الأعراض، ولكن بقيت كتمة الصدر، والخوف من المناسبات الاجتماعية، وزغللة العين، فهل هناك تكملة للعلاج السلوكي؟ فهل له طريقة للتخلص من الأعراض الباقية؟ كما أني لم أستخدم أي علاج دوائي ولا أريدها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا سعيد جدا -أخي الكريم- أن أعرف أنك من خلال الآليات العلاجية السلوكية استطعت أن تتخلص من نوبة الهلع، وكل الذي بقي عندك الآن هو كتمة الصدر هذه، وشيء من الخوف البسيط في المناسبات الاجتماعية.

أقول لك يجب أن تسير على نفس منهجك السلوكي، ويجب أن تضيف عليه حقيقة تحقير فكرة الخوف من الناحية الاجتماعية، وأعرف -أيها الفاضل الكريم- أنك لست بأقل من الآخرين، وأنه لا أحد يراقبك، وأنك لن تفشل في المواقف الاجتماعية هذا أؤكده لك.

وعليك بإجراءات تطبيقية وهي سلوكية واجتماعية ومفيدة، وهي متاحة لنا في حيز الحياة العام، بل هي ذات فائدة لنا كثيرا، وأول هذه التمارين العلاجية السلوكية هي أن تصلي مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة فهي تشعر الإنسان بالطمأنينة، والإنسان الذي يخاف أو لديه خوف اجتماعي أن أقول لك أبدأ بالصفوف الخلفية ثم تقدم في الصفوف حتى تصل أمام الصف الأول، ثم كن في المنتصف ثم كن في المنتصف، وخلف الإمام، وتصور أنك سوف تنوب عن الإمام إذا طرأ عليه طارئ، هذا نسميه بالتعريض أو التعرض مع منع الاستجابة وهو من أفضل أنواع العلاجات.

الأمر الآخر -أخي الكريم-: شارك الناس في مناسباتهم الاجتماعية، لبي الدعوات، الأفراح، الأعراس، الاحتفالات، المشي في الجنائز، تقديم العزاء، زيارة المرضى، زيارة الأرحام.

يجب أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل؛ فالنفس تحتاج إلى الترويح لتزول الضيقة والكتمة والتوترات الداخلية.

كما أنك تمارس الرياضة، وهذا أمر ممتاز، أريدك أن تكثف منها؛ لأن الرياضة بالفعل تزيل هشاشة النفس، وتقويها، وتؤدي إلى الكثير من الانفراج في عضلات القفص الصدري، وهذا يعالج الكتمة، لأن الكتمة هي أصلا تعبير عن وجود قلق وتوتر نفسي، وهذا التوتر النفسي حتى وإن كان داخليا أو مقنعا ينعكس على عضلات الجسم، وأكثر الأجزاء أجسم تأثرا هي عضلات الصدر، أو عضلات القولون، أو عضلات فروة الرأس، أو عضلات أسفل الظهر، هذه أكثر العضلات التي تتأثر، فالتوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، الذي تعاني منه هو هذا التوتر، وما ذكرته لك إن شاء الله تعالى بممارسة الرياضة، ويا حبذا لو دعمت ذلك بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي شهيق زفير، شهيق زفير بقوة وشدة وبطئ، هذه فيها خير وفائدة كبيرة جدا، أيضا تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها تدريجيا هذا أيضا علاج.

وفوق ذلك يجب أن يكون هنالك تفكير إيجابي، التفكير الإيجابي دائما يفيد الإنسان ويشعره فعلا بالراحة النفسية.

وأنصحك أخي الكريم: أن لا تكتم، تحدث عما بخاطرك، وما هو بدواخلك، خاصة أشياء التي لا ترضيك، الإنسان حين يعبر عن نفسه أول بأول في حدود الذوق والأدب هذا يؤدي إلى مكافأة داخلية كبيرة وهو أفضل أنواع التفريغ النفسي.

ويا أخي الكريم: أذكار الصباح والمساء تبعث على الطمأنينة، هذا من تجربتي الشخصية، فاحرص على ذلك، وإن شاء الله تعالى أمورك سوف تسير على خير.

وأنا أرى أن حياتك طيبة وإيجابية، وأنت قلت لا تريد العلاج الدوائي، أنا لا أراه شرطا في حالتك، وإن كنت أرى أنك لو تناولت عقار دوجماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد بجرعة صغيرة جدا، وهي 50 مليجرام كبسولة واحدة يوميا لمدة أسبوع، ثم تجعلها 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عنه، هذا سيكون أيضا جيدا.

وللفائدة أيضا راجع علاج الهلع سلوكيا: (278994).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات