أريد الزواج لكني متردد بسبب الخوف والجبن!

0 150

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، والذين لا يبخلون علينا بمساعدتهم -جزاكم الله خيرا-

مشكلتي تتلخص فيما يلي: عندما كنت في سن الثالثة عشرة تعرضت لهجوم من شخص كان يحاول سرقة بستان كنت مارا من هناك، فهاجمني حتى لا أشي به، ومن ذلك الحين أصبحت أخاف من الناس كثيرا ومن القتال لدرجة أني أغير الطريق إن رأيت أحدا تبدو عليه علامات الشر!

أنا الآن في سن 30 أفكر في الزواج، لكني أخاف أن تكتشف زوجتي أنني جبان كيف أدافع عنها إن لزم الأمر، وأنا لا أستطيع الدفاع حتى عن نفسي، كلما وجدت نفسي في موقف محرج حتى لو أوقفني غريب في الطريق أحس بارتجاف في ركبتي وخفقان القلب.

ذهبت عند طبيبة نفسية، لكنها لم تفهمني كما أريد، ووصفت لي دواء الباروكستين 20mg تناولته لمدة شهرين، ثم توقفت عنه، لكن بعد البحت وجدت أنه مفيد لحالتي، والآن أريد منكم نصحي، هل هذا الدواء مفيد لحالتي؟ إن كان كذلك، فأرجو وصف الجرعة المناسبة، والمدة اللازمة، ووقت تناوله.

أرجوكم لا تبخلوا علي بنصائحكم، فقد كرهت حالتي أحس دائما أنه ليست لي قيمة، حتى أصدقائي المقربين دائما يعاتبونني لماذا تقلل من شأنك، وأعيش دائما الخوف في مواقف كثيرة، مع العلم أنني أتعامل طبيعيا مع الناس اللطفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: لا أعتقد أنك مريض مرضا يتطلب علاجا دوائيا مكثفا، أنت تحدثت عن ظاهرة، وهي ظاهرة أنك تحس بشيء من المخاوف نتيجة للتجربة التي حدثت لك عندما كنت في سن اليفاعة، والمخاوف دائما مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن نفقده من خلال التعليم المضاد، وعليه يا أخي الكريم هذه حادثة قد حدثت وقد انتهت وليس هنالك ما يجعلك تخاف بهذه الكيفية في تلك السن، أنت كنت صغيرا، أنت من الطبيعي أن تتخوف في موقف مثل الذي حدث، والخوف ذاته وسيلة للنجاة في تلك اللحظات؛ لأن الجسم حين يتعرض الإنسان لموقف لمثل الذي تعرضت عليه يفرز مادة الأدرينالين والتي تهيئ الجسم من أجل الدفاع، أو من أجل الهروب، وأنت فضلت الهروب وهذا تصرف صحيح جدا، فهذه التجربة قد انتهت في وقتها في سن معينة، وأنا أعتقد الآن أنك يجب أن تكون أكثر تصميما على الثقة في نفسك.

وأنصحك بأن تخالط الناس كثيرا، أن تتفاعل اجتماعيا، أن تصلي مع الجماعة في المسجد، أن تذهب إلى المناسبات، أن تزور المرضى في المستشفيات؛ هذا يعطيك القدرة والقوة والشجاعة، وأريدك أن تتمثل بشباب الصحابة الأبطال أسامة بن زيد رضي الله عنه ومن هم على شاكلته، ولا تقلل من قيمتك أبدا، وأقدم على الزواج؛ فالزواج لا علاقة له أبدا بهذا الذي تتحدث عنه، هذا الأمر قد انتهى تماما، ويجب أن تغلق هذا الباب أيها الفاضل الكريم ومن خلال التواصل الاجتماعي الإيجابي تستطيع أن تتخلص تماما من هذه المشاعر السلبية.

وأنصحك أيضا بأن تنخرط في عمل اجتماعي -أي عمل اجتماعي- وعمل ثقافي، وعمل خيري، وعمل دعوي؛ هذا كله يفيدك ويجعلك أكثر قوة وثقة بذاتك، فهذا هو الذي أنصحك به، ومن الضروري جدا أن لا تنس الأذكار، الأذكار حافظة وتعطي الإنسان قوة شديدة للتحمل والصبر والشعور بالأمان، خاصة أذكار الصباح والمساء، أرجو أن تحفظها وتتقنها وتجيدها وتقولها بيقين تام، واعلم أن الله هو الذي يحفظنا، وهنالك أدعية للإنسان حين يخاف، هنالك أدعية للإنسان حين يقابل العدو، هنالك أدعية كثيرة وتبعث الطمأنينة فاحرص على ذلك، ولا أراك في حاجة أبدا لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات