السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: عندي طفل يبلغ مع العمر 6 سنوات، المشكلة هي أنه عندما يكون حاقنا للبول لا يذهب لدورة المياه، ويبقى ممسكا للبول حتى يتبول على ملابسه، وفي الآونة الأخيرة حتى البراز صار يمسكه وهو يعلم أنه حاقب، ولكن يبقى ممسكا نفسه حتى يتغلب عليه الأمر ويفعلها على ملابسه، ولا يذهب لدورة المياه إلا إذا وجهناه لذلك.
علما أنه طفل ذكي ويفهم بسرعة، وقد استخدمت عدة طرق ووسائل تحفيزية وتشجيعية، ولكن دون جدوى، طبعا هذا الشيء يحدث معه وهو مستيقظ بالنهار، أما الليل فنجعله يتبول قبل النوم، وأيضا أوقظه في ساعة معينة لأجل أن يتبول، والأمور تسير بشكل أفضل من النهار، علما أنه ولله الحمد لا يشكو من أي مرض وبصحة جيدة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مفلح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يتسبب الإمساك المزمن عند الطفل بسبب نقص السوائل والألياف في الطعام، وبسبب اعتماده على الوجبات الجافة مثل: الأرز، والدجاج، والحليب البقري، بالإضافة إلى عدم رغبة الطفل في التوقف عن اللعب بالأجهزة الإلكترونية؛ كل ذلك يؤدي إلى تجنب الطفل محاولة إخراج البراز خوفا من الألم المصاحب للإخراج.
وقد تسبب حالة الإحباط، وعدم الثقة بالنفس، وكثرة اللوم، والخوف من العقاب؛ في حبس البراز والبول أطول مدة حتى يغلبه ذلك، ويبلل ويلوث نفسه بالبول والبراز.
وقد يؤدي التدريب السيئ بالإضافة إلى التغير الاجتماعي في حياة الطفل مثل: دخول المدرسة، أو اطلاع الطفل على المشاكل والمشاحنات الأسرية، والإكثار من تناول الأدوية المثبطة للكحة رغم عدم جدواها الطبي إلى تفاقم حالة سلس البراز.
ويسمى ذلك المرض بسلس البراز عند الأطفال، Encopresis، ويسمى أيضا حالة كبت البراز أو التلوث بالبراز عندما يقاوم طفلك حركات الأمعاء، ما يؤدي إلى انحشار البراز ليتجمع في القولون والمستقيم، وعندما يمتلئ القولون بالبراز المنحشر، يمكن أن يتسرب البراز السائل حول البراز المنحشر وخارج فتحة الشرج ويلوث الملابس الداخلية لطفلك.
وقد يعاني الطفل المصاب بسلس البراز بالشعور بالحرج والإحباط والخجل والغضب، وإذا حدثت مضايقة له من قبل أصدقائه أو معاقبته من قبل الكبار، فقد يشعر بالاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس، وقد يساعد العلاج المبكر بما في ذلك الإرشاد من الطبيب النفسي، في علاج سلس البراز عند الطفل.
ومن المهم فحص الطفل بمعرفة الطبيب بما في ذلك فحص المستقيم بالإصبع لفحص انحشار البراز، مع ضرورة عمل أشعة عادية على البطن والتي توضح البراز المحشور في المستقيم، ويعتمد العلاج على ضبط تغذية الطفل، وإعطائه المزيد من الماء، وفاكهة التين العادي (وليس التين الشوكي لأنه يزيد الإمساك ولا يعالجه)، مع الحرص على إضافة الخضار المطبوخ، والسلطات، وزيت الزيتون إلى طعام الطفل، وإعطائه الحبوب في طعام الإفطار وهي البدائل الجيدة لحبيبات الكورن فليكس غير المفيدة للطفل.
ويمكن الاستعانة بتحاميل الجلسرين في البداية، وتشجيع الطفل على الذهاب إلى الحمام بعد تناول الطعام وقبل الذهاب للمدرسة، مع إعطائه جوائز على النجاح في التبرز في الحمام، وتجنب لومه أو إهانته إذا حدث العكس؛ لأنه بكل بساطة مريض ويحتاج إلى المساعدة.
وفقكم الله لما فيه الخير.