السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله رب العرش العظيم أن يجزيكم خيرا على هذا الموقع المبارك.
أعاني منذ عامين من وسواس قهري واكتئاب وقلق، عكر علي حياتي، صرف لي الطبيب النفسي فافرين ٥٠ ملجم، وشعرت بتحسن خلال شهرين ثم أوقفت العلاج، وخلال هذه الفترة كلما أحسست بالوسواس والاكتئاب أتناول الفافرين، ولكن بمجرد الشعور بالتحسن أقوم بإيقافه.
الحمد لله منذ ٤ أشهر من الله علي بالزواج، ولكن رجع الوسواس والاكتئاب والقلق، فتارة تكون الوساوس بأنني سأنفصل عن زوجتي، وتارة تأتيني أفكار عدائية، وتارة الشك في عدد ركعات الصلاة، وتارة الشك في قفل الأبواب، وبعض الأحيان تجتمع علي كل هذه الوساوس دفعة واحدة.
أسئلتي:
١. هل الفافرين هو الدواء المناسب لهذا المرض؟
٢. ما هي الجرعة المناسبة؟
٣. ما هي المدة العلاجية الكافية للقضاء على الوسواس القهري والاكتئاب؟
٤. هل يتعارض الفافرين مع الدوستنكس في حال ارتفاع هرمون الحليب؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس القهري إذا لم يتعالج لفترة قد يسبب اكتئابا أو قد تكون تصاحبه أعراض اكتئاب نفسي وقلق، والفافرين -وهو من فصيلة الأس أس أر أيز- المعروف عنه أنه أكثر دواء فعال ضد الوسواس القهري، يكاد يكون بعض الأطباء لا يصفونه إلا لعلاج الوسواس القهري فقط، بالرغم من أنه في الأساس هو مضاد للاكتئاب، ولكنه من أكثر الأدوية فاعلية ضد الوسواس القهري.
فعلى هذا النسق فهو مناسب لأن الوسواس رجع، وهو -كما قلت- يعالج الوسواس في المقام الأول والاكتئاب والقلق، والجرعة تتراوح ما بين 50 مليجراما كبداية، ويمكن أن تبدأ بنصف الحبة بعد العشاء بعد الأكل وقبل النوم، ثم بعد ذلك تزيدها إلى 50 مليجراما أي حبة كاملة، وبعض الناس قد يتحسنون على 50 مليجراما، ولكن عادة مرضى الوسواس القهري يحتاجون إلى جرعة أكبر قد تكون 100 وقد تكون 150، ومعظم الناس يستجيبون لهذه الجرعة، وقله قد تحتاج إلى جرعة أكبر تصل إلى 300 مليجرام.
فإذا ليس هناك جرعة ثابتة، الجرعة المثلى أو الجرعة الابتدائية هي 50 مليجراما، وبعد ذلك تزيد الجرعة حسب استجابة المريض للعلاج، المدة العلاجية أيضا لا تقل عن 6 أشهر، ويفضل أن تكون 9 أشهر إلى سنه كاملة، ثم بعد ذلك يسحب الدواء بالتدرج، لا يتعارض الفافرين مع الدوستنكس ويمكن استعمالهما معا.
الشيء الآخر الذي أحب أن أؤكد عليه قبل ختام الإجابة على هذه الاستشارة: من المهم جدا أن يصاحب العلاجات الدوائي علاجات نفسية، وبالذات في حالة الوسواس القهري، ويفضل أن يكون هناك علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي يا أخي الكريم، وهنا الاستجابة تكون أقوى والحاجة إلى جرعة كبيرة من الأدوية تكون أقل، وعادة لا تظهر الأعراض مرة أخرى عند توقف الدواء.
وفقك الله وسدد خطاك.